الفصل الرابع عشر

1.5K 96 28
                                    

∞ لا اعرف ماذا أقول فكلمة سامحوني و اعذروني و اسفة على التأخير لن تكون كافية لطول الانتظار الذي كنتم فيه من اجل تنزيل فصل لروايتي .. كل من قرأ رسالتي فليدعوا لي بالتوفيق و النجاح فقد أنهكتني الدراسة كثيرا كثيرا كثيرا ∞

أمسكت نجوى رأسها بكلتا يديها قائلة بهم و بدى رأسها يوجعها من كثرة البكاء

- رفض يا لميس ! أبي رفض كليا أمر هذه الخطوبة

و تابعت بنبرة باكية

- سيرد لهم الخبر بعد أيام و يتقطع قلب شاهر لسماع ذلك

بلعت لميس ريقها تنظر إلى شقيقتها بقلة حيلة فيبدوا أنها فعلا أحبت شاهر , ملأت رئتيها بالهواء تاركتا العنان لرأسها كي يمدها بقليل من الافكار كي تنقذ وضع أختها و من ثم قالت بتريث

- لكن يا نجوى حين قصصتي لي ما دار بينكِ و بين أبي قبل قليل لم تذكري أبدا بأنه رفض رسميا طلب الخطوبة و قالها بفمه

قهقهة نجوى بخفة حكت ما يجول من تضارب المشاعر في قلبها و أردفت بجدية

- و هل سأفهم أمر رفضه حتى يتفوه به حرفيا , أنا لست صغيرة كي لا أفهم ما وراء الكلام

زفرت لميس بحرارة تعض على شفتها السفلية صامتة لبرهة ثم قالت بقليل من الأمل

- ما رأيك أن نجعل أمي تقوم بإقناعه بهذا الشيئ طيلة هذه الأيام قبل أن يرد الخبر لوالد شاهر !

أبعدت نجوى كلتا يديها عن رأسها و وجهت لها كل الإهتمام و التركيز و قد لاحت لمحة أمل في مقلتيها من أجل الفكرة لكن سرعان ما قالت بحزن و ذابت تلك اللمعة من حدقتيها

- لن يفيد ذلك لميس , فحتى هيَ لن توافق عليه

و تابعت بجنون

- الجميع يرفض , الجميع يرفض في هذا المجتمع فكرة كون الرجل يريد أن يتزوج بإمرأة أكبر منه , يسموا هذا الشيئ تفاهة , و يعتبروه شيئ محرم

و واصلت و الدموع تنزل من مقلتيها

- و قد نسوا تماما أن محمد نبينا تزوج بخديجة التي تكبره بسنوات و سنوات و أحبها و ظل يحبها حتى آخر أنفاسه , هل الحب حرام عندنا بين الرجل الذي يصغر المرأة أم أن في مجتمعنا لا يفهموا أساسا ماذا يعني الحب و الشعور به !

إلتمعت عينا لميس بسيل من المشاعر الجياشة و هي تنهض من السرير الذي قبالة سرير نجوى و الذي كان ملكها سابقا قبل أن تتزوج و غادرت الغرفة تاركتا إياها لوحدها فبما أنها الاخت الكبرى يجب أن تفعل شيئ يليق بدورها و لا تترك طفلتها هكذا تعاني فحديثها الأخير شلها و جعلها تخرس تماما ....

بيدان مرتجفتان فتحت سمَر ذلك الباب بهدوء مميت لتندفع الدموع على خذيها مجددا و هي تشم رائحة جهاد تحاوطها و تحتل مجرى تنفسها , بحزن شديد تقدمت إلى الداخل أكثر , فكم كانت بعد رحيله الأول تأتي إلى غرفته و تنام على سريره باكيتا على فقدانه و ها هي الآن ستفعل نفس الشيئ لكن بحزن أكبر على ما كانت تشعر به في طفولتها و ستبكي الآن ليس على فقدانه و رحيله كما كانت من قبل بل ستبكي على سنين عمرها الضائعة التي أرهقت فيها روحها و سارت خلف خيوط وهمية وسط الظلام الذي كان يحاوطها , ستبكي اليوم إشتياقا له و حبا له و فيه و إعتذارا منه ليس كطفلة صغيرة بل كإمرأة بالغة أدركت في وقت متأخر أنها حملت في فؤاذها رجل واحد , سقطت على فراشه مدخلتا رأسها في وسادته تشم رائحته كالمجنونة و هي تأن بعذاب , فلقد خسرته تماما , فرطت فيه في كل الأوقات التي كان هو يحاول جاهذا كي يجعلها تحبه , تريده بشده , ترغب بوجوده الآن بجنون و تحكي له عن كل ما يدور في خلدها من ناحيته , زادت من بكاءها و هي تفكر بأنه لن يصدقها في أمر حبها , سيكذبها في ذلك و يشكك في كلامها و معه كل الحق بأن يفعل هذا , فالقاسية الباردة عديمة الرحمة و الكارهة له التي رآها كل هذه السنين هل ينتظر منها شيئ كهذا , هل يتوقع منها حبا , و هي قد أفقدته كل الأمل في حبها بعد كل تلك التصرفات الجامدة و الحاقدة نحوه , لن تسامح نفسها أبدا على ما فعلته به و ستظل دائما تجلد حالها على قساوتها من ناحيته ....

قلوب خافقة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن