الفصل الخامس عشر و الأخير

2K 127 21
                                    

اليوم عيد ميلادي الثامن عشر أريد أن تضعوا بصمتكم على الفصل الأخير من هذه الرواية كما لم تفعلوا من قبل بالتصويت و التعليق , احبكم جميعا ❤

كان يوما غائما نوعا ما بنسمات هوائه العليلة التي ربما تنذر بمطر سيكون نزوله قريب تشهد عليه مدينتهم , كان هذا ما لاحظته خارجا من خلال جلوسها على فراش سريرها و هي تحلل طقس اليوم من خلال تطلعها بعيونها الرمادية نحو جهة فناء غرفتها المفتوح الذي سمح بدخول تلك النسمات التي باتت تداعب جسدها و تقشعر بدنها من البرودة التي كانت تبدو لها ناعمة و هي تكتسح بشرتها , حالتها بخير ليس كثيرا لكن على الأقل افضل من قبل و كانت ممتنة لأحداث الصباح بعد تحدثها مع والدتها في كل شيئ , انها أعطت لنفسها فرصة الخروج من قوقعة الحزن التي كانت تلتف حولها و شاركت مشاعرها مع والدتها و تركت العنان للسانها ان يتكلم عما يجول في داخلها بغض النظر عن كم كان صعبا وصفه إلا أنها تجاوزته , لم تعد تريد التفكير أكثر في ماذا سيحدث بعد الآن , لا ترغب في وضع العديد من الإحتمالات في ذماغها حول ما يتعلق به ( هو ) بالتحديد , اصبحت مرتعبة من استحضار الافكار حول كيف سيكون مستقبلها مع " جهاد " و من ملايين محاولاتها الفاشلة في عدم التفكير في أي شيئ مزعج لا تقدر على طرد ذلك الرعب الذي يخالجها و هي تفكر انه لن يكون طريق يجمع بينها و بين جهاد .. وضعت تلك الاوراق بعيدا عنها الامتحانات اقتربت و هي ليس لديها الطاقة للدراسة تعلم انها اهملت جانب دراستها كثيرا و بشكل مروع , زفرت بشكل مجهد لقد جعلت من نفسها انسانة متقوقعة كثيرا عن حالها بسبب ما مرت به فحتى صديقتها " نجوى " لا تجيب عن الهاتف فإستطاعت معرفة حالها من خلال الإتصال بشقيقتها , المسكينة نجوى ! انها تعاني حقا كما أخاها شاهر أيضت فبالرغم من أنها لم تلتقي به كعادتها إلا أنها تعرف جيدا ذعره من فقدان حبه , كانت قد نهضت من سريرها تمشي حين قطعت افكارها في كلا من صديقتها و شقيقها ذاهبة نحو " فريال " تريد ان تعرف ما اذ تواصلت مع " جهاد " ام لا فبالرغم من ذلك الالم الذي تشعر به في بطنها خوفا مما ستسمع من والدتها الا انه حان الوقت للتشجع فهي تريده , كانت طوال حياتها تريده و لم تفعل شيئ حيال ذلك , اما الآن فيلزم عليها ان تغير من طريقها للوصول إليه , شعور مرير احست به و هي تعي ذلك التوق الشديد في قلبها الذي ينادي بحاجة شديدة إلى " جهاد " ترغب ان يكون بقربها جدا و رغبتها هذه شديدة فقد تعبت كثيرا من بُعده و هجرانه لها لسنوات طويلة لكن السؤال الذي يُطرح الآن ' هل سيعود لها أم يفضل عقابها بالبُعد ! ' ...

لم تكن تدرك " نجوى " أن صديقتها " سمر " أيضا كانت تفعل نفس الشيئ و هي السير حول تحديد مستقبلهما بعزيمة و شجاعة مشتركة بينهما بالرغم من جهل كلا الصديقتان احوال بعضهما اليوم , بلعت " نجوى " ريقها و هي تذهب إلى حيث والدها تريد ان تخطوا خطوة للأمام بطريقة لم تعتدها أبدا في شخصيتها إلا انها يجب ان تندفع من أجل أمنيتها الأخيرة ألا و هي حبيبها " شاهر " يجب ان تقنع أباها أن فكرة الفارق السن بينها و بين شاهر لن يحدث إشكال في رفض الزواج بينهما , كانت قد توقفت عند الرواق المؤدي لغرفة والدها لكنها تفاجأت من خروج " لميس " من هناك , بالتحديد الغرفة التي ارادت ان تكون ساحة معركة تشهد الدفاع على حبها لشاهر لكن ما أثارها شقيقتها التي تخطوا من الاقتراب إليها بوجه يعلوه الفخر فيما فعلته و هي تندفع معانقة لها لتبتعد فورا أخذتا وجهها في أحضان يديها معلنتا لها ذلك

قلوب خافقة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن