❉ الفصل الأول ❉

3.4K 214 142
                                    

❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉ ❉❉❉❉

تصوووويت 🌟

كلنا لدينا تلك الأحلام القابعة داخل صدورنا في أعماق أعماقنا تشكلت في قلوبنا لنحيا على أمل لتحقيقها و هوس يلاحقنا في رغبة لعيشها .. هي ببساطة أحلام بسيطة بريئة زرعنا بذورها و نثرناها بكل حرية في أرواحنا آملين يوما برؤية ثمارها و جني سعادتنا من خلالها لكن سرعان ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فلا الحلم يصبح حقيقة و لا القلب يتقبل واقع ما كتبه لنا القدر ...

حتى و هي قابعة في احدى الغرف المتواجدة في الطابق العلوي منعزلة بعيدا عن الخارج مغلقة الباب بإحكام على نفسها لم يجعلها ابدا تسلم و لو قليلا من كل تلك الضوضاء و الضجة القادمة من الطابق الارضي لمنزلهم و كلما يمر الوقت تزيد حدة طنين تلك الاصوات المزعجة الصادرة من الاسفل في اذنيها اكثر , فأي حظ سيئ هي فيه الان ؟ فكرت بقهر و كأن ذلك الصخب المنبعث اسفلا يحاول بكل استمتاع تذكيرها بإستمرار مناسبة هذا اليوم الكبير و تاريخه المهم , غصة احكمت قبضاتها الخشنة عليها تحاول خنقها بكل قسوة فأخيرا بعد شهرين من العذاب في انتظار هذا اليوم ها هو قد حلَّ موعده في النهاية و هي لم تستعد لمواجهته بعد , اغمضت جفناها بتعب و زمت شفتيها المرتجفتين بأسى لتنحدر من عيونها الرمادية سيل من الدموع الحارة و شعور من الألم يزداد داخلها لحظة بعد لحظة .. ستكون كاذبة ان قالت أنها لا تشعر بأي وجع أو جرح في قلبها فروحها الان تختنق من شدة العذاب الذي وقعت في براثنه انها تحاول و تنازع لكن دون جدوى دون فائدة انها تغرق أكثر و اكثر في بحور أحزانها كلما حاولت انتزاعه منها و رميه بكل قوة كما فعل هو دون شفقة , ابتسمت بسخرية غير مصدقة أنه فعلا دمرها حطم فؤاذها مرتين , الأولى حين رفض حبها قبل عام من الان و الثانية حين اعلن قرار زواجه قبل شهرين ... تصلبت في مكانها أكثر فها هو اليوم الموعود قد أتى اخيرا ! جاء و جلب معه الحزن الأبدي لروحها و التعاسة لحياتها , تعاسة ستكون دائما مرافقة لها طوال  سنين حياتها مصاحبة بجرح عميق لن يلتئم أبدا طالما هي علي قيد الحياة فلا الأيام قادرة على مداواته و لا القلب له قدرة على النسيان .. تكورت بجسدها المرتجف في سريرها اكثر و هي تشعر بالوهن فكل شيئ وقف ضدها بقوة , الاحلام , القدر , الرغبة , و حتى قلبها , كلهم جعلوها ضحية لقصة حب كانت فاشلة من بدايتها كانت اكبر خسارة أوقعت نفسها فيها بسبب غباءها و سذاجتها و ها هي الان تدفع ثمن تهورها بكل غلظة  .. احكمت بقوة على اغلاق جفونها التي لم تذق طعم النوم ليال تغلق عيناها الحزينتان بحسرة كبيرة تستشعر مرارتها بشدة في داخلها فاللعين الذي يترأس يسار صدرها هو السبب في كل شيئ , سببا في وقوعها بحب الانسان الخطأ , سببا لاستمرارها في العيش بعالم الاحلام و التعلق بأمنيات مستحيلة و سببا في جعلها تنسج خيوط من آمال واهية , فهل هي حقا حمقاء حين احبت ذلك الشخص بالتحديد ؟ شخصا كانت تعرف من البداية استحالة ان يجمعهما النصيب مع بعض و كانت اكثر حماقة حين تحدت القدر و سعت في الحصول على حب حياتها بكل عزيمة منها و ارادة كانت تمتلكها متخلية عن كبرياءها كأنثى فأي فتاة خرقاء ستفعل كما فعلت هي بجريها المستمر وراء حب ميؤوس منه ! تنهدت بيأس محاولة انتزاع تلك الغصة التي باتت تعتصرها بشدة فكيف سيخف هذا الشجن كيف و هي لم تستطع حتى ان تخرجه من روحها و تتقبل حقيقة انه لم يحبها يوما بتلك الطريقة التي تمنتها دائما فها هو خائن أحلامها و أمنياتها سيزف اليوم لفتاة غيرها , لإمرأة لن تحبه كما أحبته هي , و لن تفعل كما فعل قلبها هي , سيصبح ملك لإنسانة أخرى و فرحة لقلبا آخر و الكآبة ستكون لها هي فقط كنصيب على سنين حبها العذري له ... شهقات متتالية فلتت من جوف فؤادها و احساس الكرب الذي يتسرب اكثر في عروقها اثقل كاهلها و نخر داخلها دون شفقة فحتى فؤاذها اللعين قسى عليها و ابى ان يسلمها الراحة ان يشعرها بالقليل من القوة و الامان كما فعل معذبها الذي قسى عليها هو أيضا فلقد حوصرت في الوسط بشكل قوي ما بين القلب و الحبيب و كلاهما بلا رأفة.. عضت شفتاها بغضب من الضعف الكريه الذي سلمته زمامها فبات يستوحذ عليها بشدة تاركة العنان لامواج الذكريات تتلاطم بقوة على شاطئ ذاكرتها تسترجع ذلك اليوم المخزي الذي تخلت فيه عن كرامتها من اجل شيئ يسمى حب تسترجع ذلك اليوم المرير على قلبها فهل حقا أخطأت التصرف حين اعترفت له بمشاعرها و هي تعرف نتيجة ذلك الاعتراف الذي عاشت ألمه قبل سنة و مازالت الا انها بطريقة ما تمردت على كل مخاوفها و هي تخطو وراءه بخطى واسعة في حديقة منزلهم الكبير تقول بكل جرأة لا تعلم من اين اكتسبتها الا انها اضطرت على استغلال الشجاعة التي تملكت روحها لحظات فقط و ستذهب ادراج الرياح كالعادة فلطالما استعدت آلاف المرات على مصارحته الا ان الشجاعة كانت تخونها كل مرة و هي تنظر الى عينيه البنية التي تجعل قلبها يخفق بطريقة مجنونة

قلوب خافقة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن