4 |مشاكل شخصية|

14.5K 1.2K 694
                                    

حين وصلنا لحدود الغابة استعمل الجميع سرعتهم لتجاوز المسافات الهائلة حتى الوسط أو المركز، رغم ذلك لم أنفك سائراً بجانب روسلين أبادلها الحديث ولم أخبرها مطلقاً أني أفعل ذلك كي لا أفكر بما سيحصل تالياً.

لحظة وطأت أقدامنا منطقة القطيع هدأت السرعة، المستذئبين العاديين ذهبوا لبيوتهم، وقاطني القصر توجهوا للقاعة حيث يجلس روي، على الجميع إخباره أنهم عادوا، عليهم أن يقولوا التفاصيل حتى لو طلب منهم ذلك، لم يكن يفعل على أي حال. كنتُ مثل الجميع بطبيعة الأحوال، ولم أحظَ بمعاملة خاصة مطلقاً.

الجميع يحني رؤوسهم أمام الألفا، نوعٌ من الشرف الذي ظننت أنني يجب أن أحظى به ويفترض بالجميع أن يمنحوني إياه سواءً رغبوا بذلك أم لا، رغم ذلك.. وأنا في مكانهم الآن، صعبٌ جداً أن أتقبل حقيقة الانحناء، وعلى الأغلب أنني الشخص الوحيد الذي يفكر بهذه الطريقة لأن الجميع يملك الولاء المطلق نحو الألفا البيتا والعائلة الملكية منذ ولادته.

"هل كل الأمور بخير روسلين؟" كان أول سؤال يسأله بعدما رحب بعودتنا لترفع روسلين رأسها باستغراب وترد "أجل ألفا."

"شعرتُ أنكِ تمرين بوقتٍ سيء، إن كنتُ محقاً أخبريني.."

"الأمور بخير ألفا، لو حصل شيءٌ سيءٌ سأعلمكَ على الفور."

"سأكون ممتناً لولائكِ الكبير دوماً روسلين، يمكنكم المغادرة جميعاً." قال بصوتٍ لم يبدُ فيه أي عاطفة ثم وجه أنظاره الحادة نحوي وتابع "ابقَ قليلاً مارتينوس."

تحرك الجميع مبتعدين وحين أصبحنا وحدنا أردتُ أن أقف، ولكني لم أفعل.. وأنا نفسي أجهل السبب، ليس خوفاً ولا احتراماً فقد كنتُ الشخص الذي يتحداه البارحة، ولكن يبدو أنني بداخلي مجبولٌ على شيءٍ ما يجعلني أفعل هذا، وفقط حين قال "قف" فعلتُ ذلك ونظرتُ له نظراتٍ جادة ولكني لم أتجرأ أن أجعلها تمتزج بأي شيء من الغضب أو الغيرة أو عدم الاحترام.

"هل تسير دراستكَ بخير؟"

"أجل.." أجبته بهدوء وراقبتُه وهو يسير من أول القاعة لآخرها يمسح بيده على العمود الحجري ويضغط بيده على أحد الأحجار ليعيدها لمكانها، هذا الرجل.. لو ضرب الحائط بالخطأ لأسقطه!

"كم بقي لكَ حتى تتخرج؟"

"خمسة أشهر، بعدها سأتفرغ تماماً للأمور هنا وسأتوقف عن الخروج."

أخبرتُه بتوتر لأني كنتُ أشعر أن مغادرة الجميع كل يوم تزعجه رغم أنه لم يقل هذا يوماً ورغم أنه قد تخرج من الجامعة قبلنا جميعاً، قطيعٌ مثقف!

"ليست هذه مشكلتي، مغادرتكم للجامعة لا تزعجني، على العكس.. أظنني سعيدٌ لكونكم تبذلون جهداً وتختلطون بالبشر بشكلٍ جيد!"

أومأتُ بتردد.. هل يقرأ أفكاري؟

تابع "على أية حال.. ما أريده منكَ هو التفرغ حقاً، لذا.. بعد خمس أشهر من الآن لدي مهمةٌ لك!"

Hybrid | هجينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن