8 |كذبات|

10.6K 1.1K 601
                                    

غادرتُ عودةً للمنزل، أو للقصر الذي كنتُ أعتبره منزلي طوال ذلك الوقت، لحظة وطأت قدمي مكاننا الخاص في الغابة استوقفني شابٌ بأوائل العشرين وهو يقول بأعين لامعة "بيتا.. لقد ذهلنا بما فعلته البارحة، كانت المرة الأولى التي نرى بها قوتكَ الأخرى على حقيقتها."

بجانبه كان هناك فتاة أصغر منه قدرتُ أنها أخته شاركته الحماس على الفور وهي تقول "لقد كانت تلك أجمل أجنحة ذهبيةٌ رأيتُها بحياتي، كنتَ رائعاً بيتا."

"شكراً لكما.." أجبتهما بابتسامة صغيرة وأنا أسير نحو القصر، لم تكن تلك كل قوتي السحرية أصلاً، كنتُ دوماً أخفيها عن القطيع رغم علمي أن هناك من يحبها ويتقبلها، لكني أردتُ تجاوز نظرات الآخرين النافرة مني، أردتُ أني أريهم أني قويٌ بذئبي وحسب.

لم أؤدِ أي شيء من واجباتي، توجهتُ لغرفتي وحسب، وصفعتُ الباب وأنا ألعن العالم ولسببٍ ما عاد الانزعاج يستولي علي مثل البارحة.

بقيتُ بغرفتي طوال النهار، لم تأتِ أمي إلي، ولكن في الليل طُرق الباب واشتممتُ رائحة روسلين، كنتُ أريد أن أدعي أنني غير موجود ولكنها أيضاً تستطيع اشتمام رائحتي، وأفضل مني بعدة مرات.

"ما الأمر روس؟" نطقتُ بعد فترةٍ من الصمت لتفتح الباب وتدخل رأسها تنظر لي بتركيز قبل أن تقول "أريد التحدث معك."

أومأتُ لها ودخلت، لاحظتُ أنها تنظر لجراحي المضمدة ولكنها لم تسأل من ضمدهم لي، ربما ظنت أني فعلتُ ذلك بنفسي بعد اختفاء يومٍ كامل، وأنا لم أقل شيئاً.

"أنا آسفة بشأن البارحة، آسفة أني لم أستطع الوقوف معك، وآسفة أني لم ألحق بك."

"لا بأس روس.. يمكنني أن أتفهم." أجبتُها وأنا أنظر ليدي الموضوعة على قدمي دون أن أنظر لها، أعلم أنها بذلت جهداً لأجلي، لا أريد أن أظهر ضعفي لأنها لو رأتني حزيناً لشعرت بالذنب أكثر، رغم أن نظراتي هذه تظهر أنني حزينٌ أكثر.

"لقد أخبرتُه عشرات المرات من أسبوع وحتى الآن كي يتراجع عن قراره، ولكنه لم يقبل مطلقاً."

"توقفي روس.. توقفي." نطقتُ بلا وعي لتنظر لي والإحساس بالذنب واضحٌ على ملامحها لأتابع "أرجوكِ.. سأغادر بعد غد، لذا توقفي، لدي عشرات الأشياء أفكر بها، ولا ألومكِ على أي مما حصل، كل ذلك كان بسببي، كل ذلك كان لأن روي مل مني ومن مشاكلي فقرر إبعادي تماماً."

"مارتينوس.."

"أنا أعلم ذلك، منذ أول مرة قررتُ مواجهة روي عرفتُ أنني سأخسر، ذلك الشاب.. يملك قوةً لا يمكنني أن أضاهيها مهما فعلت. ومنذ قررتُ مواجهته للمرة الثانية عرفتُ أن ذلك سيثير حنقه. وحين تحديتُه للمرة الثالثة فكرتُ أنه سيقتلني لا محالة أو سيفعل أي شيء ليتخص مني؛ لأن مواجهاتي الكثيرة له جعلتني عبئاً عليه وهو شخصٌ ماهر بالتخلص من الأعباء حين تُحمل له كَرْهاً. عرفتُ كل ذلك، لكن لم أتوقع أن يرسلني إلى ذلك المكان البعيد، لم أتوقع أن يتخلص مني بطريقةٍ أشعر أنه لا عودة بعدها."

Hybrid | هجينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن