38 |شائعات|

8.1K 936 529
                                    

مر أسبوعين على العطلة وبقي أسبوع واحد ليعود دوام الجامعة وتعود حياتي التي اعتدتُ عليها هنا، خلال هذين الأسبوعين التزمتُ مع سيريس التزاماً تاماً ببرنامج العلاج، الطبيب ثيو قد أثنى على سيريس وعزيمته وتحسنه، وكنتُ ألاحظ ذلك.

في كل موعدٍ بالبرنامج كنتُ أحمل قلماً أحمر وأضع خطاً أعلى التاريخ على الورقة المعلقة على خزانتي، الورقة أصبحت مليئةً بالخطوط الحمراء، ولكن كان هناك المزيد من المواعيد التي علينا حضورها، لم أترك سيريس يذهب لوحده ولا مرة، ولم أكن أنوي ذلك، فكرتُ أن أسجل في مدرسة لتعلم قيادة السيارات ونصحني لويس بواحدة ولكني وجدتُ أن دوامها يومي لذا قررتُ تأجيل الأمر حتى ينتهي سيريس من علاجه، في النهاية أنا لم أدخر مالاً كافياً لأشتري سيارةً حتى الآن! ولستُ مهتماً كثيراً.

أنهيتُ تصليح الأوراق وذهبتُ للجامعة لتسليمها، وكما قال لويس فلم أجد اعتراضاً على تأخري بما أني كنتُ في المخيم، بل ما قابلتُه في مكتب الامتحانات هو دستةٌ من الأشخاص الذين يهنئوني على سلامتي ولوهلة كنتُ قد نسيتُ أنني قد قمتُ بحادث سيارة مخيف من فترةٍ ليست ببعيدة. 

في الأسبوع الأخير مرت الأيام بسلاسة أكثر مما توقعت، اشتريتُ العديد من الأغراض للمنزل وقضيتُ الوقت أنظف المنزل والحديقة وأتعلم الطبخ، قبل أن تنتهي العطلة بيوم كنتُ قادراً على صناعة قالب كعك مثالي، كان يشبه واحداً اشتريناه جاهزاً ذات مرة بعيد ميلاد ميريه وقد اختارته لارا، ابتسمتُ للذكرى وأنا أتأمل القالب المزين بالكريما والفواكه والمحشي بالفريز والأناناس والمكسرات، كان قالباً كاملاً وكبيراً، وقد صنعتُه من باب التدريب والتعلم ولم أفكر مع من سأشاركه، ووجدتُ نفسي أحمل هاتفي أتصل بآفيلين لتأتي لمنزلي فقد كانت في المنطقة بعد عودتها للسكن لأن الجامعة بعد يومين وحسب. 

أغلقتُ الهاتف وأعددتُ الشاي مع الكعك، بعد فترةٍ ليست بطويلة كانت آفيلين تطرق باب منزلي، حين فتحتُ لها وجدتُها تحيط عينيها الزرقاء بالكحل وقد بدت كالقطط، على الفور تخطت الباب وعانقتني، على الفور بادلتُها العناق بنفس القوة، استنشقتُ شعرها، وشعرتُ أني حقاً أشتاق إليها. 

"هل أنتَ حقاً تدعوني على الطعام؟" قالت ضاحكة لأبتسم وأرد "أنا أتعلم الطبخ منذ فترةٍ طويلة بما أنني أسكن لوحدي، وقد أنجزتُ شيئاً جيداً اليوم أردتُ أن نتشاركه معاً." 

"جيد.. لم أتناول الغداء!" 

"في الحقيقة إنه قالب كعك، ولكني كنتُ أجرب وصفةً لصناعة الباستا البارحة لذا يمكننا أن نتناول الغداء أولاً." 

"موافقة، أنا سأغسل الصحون." رفعت إصبعها بتحذير وضحكتُ بقوة، دخلنا معاً للمطبخ وحالما وقع نظرها على قالب الكعك الموجود على الطاولة صفرت بإعجاب وبدأت تنظر له من كل الزوايا وهي تسأل "هل حقاً صنعتَ ذلك؟ أليس جاهزاً؟ ألم تشتره من السوق؟" 

Hybrid | هجينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن