30 |حب بلا أسباب!|

10.5K 1K 832
                                    


مساء تلك الليلة اجتمع ثلاثمئةٍ وخمسين شخص حول النيران المشتعلة في المنتصف، وحينها فقط أدركتُ كم أن المكان الذي اخترناه كان كبيراً، لم أكن قادراً على الشعور بالعديد من الروائح حتى تلك المألوفة منها لأن وجود رونالد وتاليا وآلان كان كافياً ليغطي على حضور الآخرين.

تاليا كانت تجلس بجانب رونالد باتزانٍ واضح، ولكن رونالد لم يتوقف عن معانقتها، تقبيل وجنتيها، وتقريبها منه، لم أعرف إن كان يريد أن يعطي تنبيهاً للفتيات الأخريات ألا يقتربن منها أو منه طوال الرحلة، أو أنه حقاً تأثر بهذه الأجواء الرومنسية وأراد أن يعبر عن حبه.

رأيتُ آلان ينهض من مكانه مبتعداً عن المجموعة بأكملها، مشى بعيداً، وحين ألقيتُ بصري على سيريس الجالس قريباً مني بعض الشيء كان يعبث بالأعشاب على الأرضية ويسمع بعض الأحاديث بلا اهتمام ولم ينتبه لشقيقته التي تصغره بثلاث أعوام وهي تبتعد عن المجموعة أيضاً، رغم أنه في هذا الوقت من الليل لم يكن من الجيد الابتعاد عن الجماعة أو عن النار ونحن قرب الغابة.

نهضتُ من مكاني بدوري ليسأل لويس "إلى أين؟"

"أريد أن أجري مكالمة." قلتُ وأنا أرفع هاتفي وأريه إياه ليومئ، تحركتُ لآخر المجموعة وخرجتُ من الدائرة الكبيرة، مشيتُ في الغابة حتى بات ضجيج المخيم أضعف، واستطعتُ رؤية العاشقين أمامي، من خلف مجموعةٍ من الأشجار، يتبادلان عبارات وقبلات الحب، أحدق بهما بنظراتٍ جامدة، أسأل نفسي لم تفعل فتاةٌ صغيرةٌ بنفسها هذا، تعلق نفسها بكل هذا الوله برجلٍ يكبرها سنواتٍ عديدة، أتساءل إن كان هذا الحب باقياً رغم معرفتها لأمره، أو أنه سيبقى حين تعرف حقيقة الكائن بداخله.

"تعلم أن التطفل على الأحباء يعد في قمة انتهاكات الخصوصية." صوت رونالد جاء من ورائي، نظرتُ نحوه لأجده يتجاهلني وينظر لإيلينا وآلان بدوره مما دفعني لأجيب بجمود "تعلم أن الأشخاص الذين يجاهرون بحبهم لا يحق لهم أن يتذمروا من الآخرين حين يتطفلون عليهم."

"من الواضح أنهم لم يجاهروا، لقد ذهبا لجانب المخيم، في الظلام، تعانقه وتخبره أنها تحبه، تحت جنح الليل، خائفةً من قول ذلك أمامنا، حتى لا ينظر لها أحدٌ بشكلٍ سيء، وعلى رأسهم شقيقها.. ثم والدتها."

حركتُ رأسي إيجاباً، بدا لوهلة وكأن إيلينا تعرف أن هذه العلاقة مرفوضةٌ قليلاً من قبل المجتمع لذا هي لا تظهرها، الفتاة كانت بالخامسة عشر من عمرها، آلان كان أكبر، وقد قاطع حديثي الداخلي صوت رونالد الذي قال وكأنه يقرأ أفكاري "آلان في الثلاثين من عمره."

"ضعف عمرها إذاً؟"

"أجل.." قال وهو يحرك رأسه ثم يرجع شعره الأشقر الطويل والناعم للوراء ولمحتُ خواتماً عدةً في أصابعه قبل أن يتابع "إنها رفيقته، لذا في النهاية.. هما مقدران لبعضهما البعض."

Hybrid | هجينWhere stories live. Discover now