44 |انتماء!|

7.5K 876 415
                                    

حين عدتُ للمنزل في اليوم التالي غمرني نفس الإحساس المؤلم في صدري، عرفتُ أن خالي أونار هناك، تمالكتُ نفسي هذه المرة لأن الألم كان أقل وكنتُ قادراً على احتماله أكثر، وتوجهتُ لصالة المنزل لأجده جالساً في مكانه السابق، الستائر مغلقة وضوءٌ خافتٌ بالأعلى.

اقتربتُ أقف أمامه أحاول أن أبدو قوياً رغم الألم البارز في صدري وقلتُ بثباتٍ مصطنع "أرى أنكَ عدتَ في الموعد."

"وأرى أنكَ لم تحزم أغراضكَ بعد!" نبرته كانت صارمةً للغاية، زفرتُ وجلستُ على الطاولة التي في منتصف الغرفة وتساءلتُ إن كانت ستحمل وزني فأنا لم أجلس عليها من قبل، نظرتُ نحوه بثبات وعلى الفور تغير لون عيني من الأسود للذهبي والفضي، كل عينٍ بلونٍ مختلف، لمحتُ الصدمة على ملامحه لوهلة وقبل أن ينطق تكلمت "أنا لم أوافق على المغادرة من البداية."

"عذراً؟"

"من أخبركَ أن تأتي إلى عالمنا بعد كل هذا الوقت؟"

"علمتُ بموت والدك مؤخراً فقررتُ استعادة أختي التي سرقها ذلك المزعج منا، كانت في اجتماع قطيعكم أو ما شابه وحين أخبرتُها أن تعود معي وافقت."

قاطعته "اعترض روي؟"

"ذلك الشاب يعترض على كل شيء كطفل، ولكن أمكَ أوقفته بمكانه."

"روي كان يتيم الأم منذ كان طفلاً وأمي كانت تعنني به طوال الوقت، هي لم تؤذيه يوماً حتى حينما آذاني وهزمني وطردني من القطيع، أقنعني لم يمكن أن تهاجمه هجوماً كفيلاً لإدخال مستذئب للمستشفى فقط عند ظهورك؟"

"لأنها لو لم تفعل كنتُ سأفصل رأسه عن جسده." قال بهدوءٍ مخيف جعلني أرتجف لوهلة، ولكن في داخلي صليتُ لو أنه فعلها.

"هي هاجمت روي لتدافع عنه منك؟"

"كان ثائراً ككلب، لذا كان يجب أن يتم إيقافه، إنه قوي ولكن القوى السحرية عند أمكَ أكبر.. عادت أمكَ معي بعد موت والدك وبقي لي أن أجلبك، والآن عزائي لموت ذلك اللعين فاجلب ما تريده من هنا وتعال معي."

"لا تقل أي كلمةٍ عن أبي." هسهستُ بحدة ورغبتُ بالنهوض ومهاجمته ولكني أدركتُ أني عاجزٌ عن هذا من كلماته السابقة فلم أتجرأ وأحاول حتى، ابتسم باستفزاز وكان من الواضح كم يحقد على أبي.

"طوال حياتنا كنا نخرج لعالم البشر بين فترة وأخرى، وذات مرة التقى والدكَ بأختي وأخبرها أنها يجب أن تكمل حياتها معه بدأ يتحدث عن هراء كمشاعر هائجة وذئب لا يستطيع العيش دون رفيقه المقدر وارتباط روحي وعلاقة مسالمة لأنه لن يحب غيرها مطلقاً، وبما أن أمكَ الغبية كانت تملك عقدًة نفسية لأن الشخص الذي كانت تحبه قد خانها فقد أعجبها ذلك وبعد مرتين أو ثلاث رفضت العودة معي.."

"هل هذا مرفوضٌ لديكم؟"

سألتُ بتردد ليجيب بنفس النبرة الهادئة والحاقدة في الآن نفسه "وافق ملك عالمنا عليه وقتها، لكني لم أسامح والدكَ على سرقة أختي، وبما أنه قد ذهب للجحيم الآن فأختي يجب أن تعود إلى حيث تنتمي، وأنت أيضاً. على أي حال.. لم يكن يمكنها أن تفتح بوابةً بين العالمين من عندكم، فتح تلك البوابة يجب أن يكون من عالمنا، لذلك أتيتُ لإعادتها."

Hybrid | هجينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن