26 |شخصٌ مختلف|

8.2K 899 403
                                    

بينما جلبتُ فنجان قهوة آخر لي وأخرجتُ علبة بسكويت قديمة أيضاَ كانت في أحد الأدراج التقطت أذني صوت رنين هاتفي بالصالة مجدداً مما دفعني لأزفر بضيق وأعود للغرفة أضع البسكويت أمام لويس وألتقط هاتفي أرد على اتصال لارا غير المتوقع.

"مارتينوس يتحدث."

"هل أنتَ بخير؟ كيف حصل الحادث؟ هل حصل لكَ شيءٌ سيء؟" لم يستنَ لي إجابتها لأني سمعتُ حولها صوت نيكولاس وميريه وكارفين والبقية جميعاً حولها، الكل كان يسأل عني لأقول بهدوء "هل أنتم مجتمعون؟ كيف عرفتم بذلك؟"

"نحن نسكن معاً إن نسيت، الجامعة التي تُدرّس بها وضعت إعلاناً حول خروجكَ أنت والآخر من المستشفى.. لويس أظن، وجامعتنا شاركت ذلك على حسابها بوجود طالب متخرج حديثاً يعمل في جامعةٍ خاصةٍ في كندا وقد تعافى من الحادث."

"حسناً.. أنتِ تعرفين أنني بخير الآن."

"حقاً؟ لم يحصل معكَ شيء؟ الجميع قلقٌ عليك!"

"أجل لارا.. أنا مثاليٌ للغاية." همستُ بهدوء رغم شعوري ببعض النغزات في عظام صدري المكسورة بسبب انفعالي على ديان قبل قليل، سمعتُ صمتها وصوت ميريه تسألها ما بها لأعرف أن تعابير وجهها تغيرت قبل أن تقول بجمود "هل كنتَ دوماً بارداَ هكذا؟ أم أنها شخصيتكَ الجديدة التي صنعها سفرك؟"

"أتمنى لو كان بوسعي إجابتكِ عن هذا لارا ولكن أنا نفسي لا أعرف، على أي حال.. شكراً لاتصالك، نتحدث لاحقاً."

سمعتُ صوت أنفاسها المنزعجة قبل أن تقول "وداعاً مارتينوس."

أغلقتُ المكالمة ثم أطفئتُ هاتفي بأكمله ليقول لويس بسخرية "يمكنني أن أعرف أنكَ لستَ منعزلا كلياً، ولكنكَ تكره الأشخاص الذين يحيطون بك. "

"أنتَ محق لويس، أنا هكذا، لم أحب في حياتي أحداً.." قلتُ بصدق وعيناي تنظر نحوه بينما يحدق بي ولا يعرف ما يجيبني، لم أحب سوى أمي وروسلين لأنهم قدموا لي الكثير، ولو لم يقدموا لي شيئا لما أحببتهم، أعرف أني أنانيٌ لهذا الحد، لم أعرف يوماً شعور الحب بدون أسباب، لا أعرف حقاً كيف أحب شخصاً ما بدون مقدمات، بدون تعويضات، لم أحب مطلقاً بصدق ولذلك أنا نسيتُ كيفية التعامل مع هذه المشاعر أصلاً.

شربتُ فنجان قهوتي الثاني بسرعة، الحرارة أحرقت لساني، ولكني كنتُ منفعلاً تقريباً وقد شعر لويس أن هذه المكالمات ووجوده كانا سبب انفعالي مما دفعه ليقول "سأعود للمنزل، أراكَ قريباً."

"أجل." قلتُ بهدوء ولم أكلف نفسي عناء الطلب منه أن يبقى ليتابع كلامه "متى ستعود للجامعة؟"

"في الأسبوع القادم.. أظن! سيتصل بي المكتب التدريسي." أجبتُ وأنا أنظر لقدمي، علي أن أفك هذا الشيء المزعج غداً، ثم علي أن أدعي الغياب لأسبوع لأجل العلاج الفيزيائي حتى أستطيع السير بطريقةٍ جيدةٍ مجدداً، أومأ لويس وزفر قائلاً "ربما أتأخر لشهر أو أكثر، أمي غير مقتنعةٍ بفكرة أني تعالجتُ من العدم وتريد أن تقوم لي بآلاف الفحوصات حتى تعرف سبب شفائي."

Hybrid | هجينWhere stories live. Discover now