الفصل 10: جولة المطاردة تبدأ

258 28 88
                                    


الفصل 10: جولة المطاردة تبدأ

﴿العاصمة الملكية يورد|وسط المدينة﴾

مثل ما هو متعارف عليه، أكبر مدينة في المملكة وأكثرها ازدحاما، العاصمة يورد؛ ما تزال تعج بضجيج الطريق الرئيسي وسكك الحديد، وحتى الضوضاء البشرية.

لا يعتبر فيها الفارق بين النهار وساعات الليل المتأخرة شيئا كبيرا.

داخل الردهة الرئيسية لمبنى مركز الأمن، تجمع نفر من الضباط على اختلاف أزيائهم الموحدة، كلٌ يتخذ زاوية من المكان واقفا أو جالسا يترقب، بعد أن انتشر خبر انهيار بناية في إحدى المناطق النائية فوق رؤوس القاطنين.

قد لا يعني حادث مثل ذلك شيئا لهم، ولكن القلق المتوشحَ وجوههم دل على النقيض، بدا بعضهم أشد تعاطفا مع زميل آخر لهم، وقد كان رجلا أربعينيا، يجلس شاحب الوجه على أحد المقاعد مسندا رأسه على كفه التي اقتحمت أناملها خصلاته الفحمية، تنبئ هيئة جلوسه المتكورة بشكل جلي عن مقدار الخوف والقلق الذي كان يعتريه لحظتها.

لا يختلف زيه الأزرق الداكن المميز بسترة سوداء مضادة للرصاص عن النفر المحيطين به أقرب من البقية، وقد كان أقربُهم إليه شرطيٌ آخر، يبدو كهلا في نفس سنه، كان صديقه على الأغلب.

شد على كتف صاحبه بإحكام واكتفى بترقب ما الذي سيحدث تاليا بارتباك يقارعه.

أمسك الأول بيده هاتفا محمولا، أدبر يقربه من أذنه تارة، ثم ينزله لأسفل نصب عينيه العشبيتين الشاردتين تارة أخرى.

ظل يحاول التمسك ببصيص أمل خافت من الاتصال المرجو، والذي تأخر حتى بدأ العرق يتخذ أماكن انطلاقه على جبينه و خلف عنقه. لقد اتصل بموظفة الاستقبال بمشفى تلك البلدة، وظل لبرهة ينتظر أن تأتيه الموظفة بشخص محدد ليتحدث معه، ولكن تلك الدقائق القليلة مرت ثقيلة عليه كالدهر.
فأمضى وقته يتفقد إذا ما انقطع الاتصال أم لا، حتى انطلق صوت خافت من السماعة جعل خافقه يهتز بعنف..

-"مرحبا؟"

بالكاد التقط أنفاسه حين استطرد..

-"يِلفيا! أين هي جيني؟!"

-"إنها هنا في المشفى. لقد تعـ-"
أجابت الطبيبة يلفيا بصوت مهتز رغم محاولتها التحدث بثبات.

إلا أن محدثها، غوستاف كان قد تجاوز مرحلة حادة من القلق حتى لم يعد في مقدوره الصبر حتى يطمئن على حال ابنته، فاندفع مقاطعا..

-"المشفى! ماذا حل بها؟! كيف هي حالتها الآن؟!"
استنفر كل من كان متجمعا في الرواق الرئيسي، وساد الاضطراب تلك الأجواء التي أحاطت أولئك الذين يشاركون غوستاف حيرته.

شيفرة ليتوفيتشينكوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن