الفصل 17: مذكرات الخيميائية
"ولكنه قاسمني لوح الشوكولاتة الخاص به؛ لا يمكن أن يكون شخصا سيئا!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انحنت جينوا لتفقد تلك القصاصة التي أخذت في التأرجح يمينا ويسارا حتى استقرت على الأرض، فمدت يدها ورفعتها نصب عينيها، فإذا بهما تتسعان في دهشة بالغة.
كانت إيفا تراقب سكونها المفاجئ في ارتباك فهي لم تستطع في تلك اللحظة حتى أن تحزر ما قد تحتويه تلك الورقة حتى تجعل فاه جينوا فاغرا على ذلك النحو.
-"ما تلك الورقة؟"
-"وَيلي، هذا عظيم، أشعر أنني أعرف كل شيء!"
أعادت جينوا القصاصة داخل الكتاب بسرعة قبل أن يبلغها بصر إيفا، ثم أدخلت يدها في جيبها وسحبت غرضا معدنيا صغير الحجم، وتابع صوتها وبه شائبة من الغموض..
-"اكتشفت أمرا يا إيفا."
..
لمعت تلك القطعة المعدنية أكثر من أي شيء آخر.
وخلف الشجيرات الكثيفة، اختفى كل أثر لذلك المتسلل الغامض.
جينوا وقفت هناك وعلى وجهها آثار الدهشة جراء ذلك الحدث الصادم، شغلها غلاف رصاصة فارغ عثرت عليه يلمع في سطوع شديد وسط العشب، تأملته وهو في كفها وإحساس عنيد ينبئها بأنها رأت شيئا مشابها له من قبل.
وضعته في أحد جيوب سروالها، ثم التفتت لتنشغل بأمر إيفا التي أنزلت نفسها للتو من على فرع الشجرة الكبيرة وركضت إليها في فزع، لدرجة أنها كانت تبدو كمن يصرخ بدون صوت.
..
-"جينوا!"
رف جفنا جينوا بسرعة بعد أن أعادها صوت إيفا خلفها إلى وعيها من تلك الذكرى القريبة، نظرت نحوها وتلك القطعة المعدنية الصغيرة ما تزال بقبضتها، والكتاب باليد الأخرى تحكم الضغط عليه حتى لا تتسلل القصاصة الورقية خارجه مجددا.
-"كفي عن التحدث بالألغاز، ماذا اكتشفتِ؟"
ابتسمت جينوا بمكر وأقحمت وجهها في وجه إيفا فجعلتها تتقهقر للخلف، وعقبت بحماسة..
-"سأخبرك حين يكون الوقت ملائما! وكما قلت لك، سوف نأخذ هذا الصغير معنا لأنه دليلي القاطع."
أنت تقرأ
شيفرة ليتوفيتشينكو
Fantasyفيلدسباث لم تكن سوى بلدة ريفية لا تكاد تظهر على خريطة مملكة إيلدينغار، ما الذي قد يجعلها مهد الثورة المنتظرة؟ مِن هناك، بدأ سعي دوق هيڤي ستون المستميت لإنهاء الحقبة المظلمة التي تلت سقوط الأسرة الحاكمة على يد عابث متخفٍ، مستعينا في ذلك بأعظم سر أخفت...
