الفصل 36: عملية سطو

121 18 81
                                    

الفصل 36: عملية سطو

﴿يورد | إقليم العاصمة﴾

بدأ الوقت يتأخر واقتربت ساعة إغلاق متحف يورد للتاريخ القديم.

تفرق الأشخاص في أرجاء ساحة ذلك البناء الضخم، وقد تناقصت أعداد الوافدين بشكل ملحوظ فأغلب الزوار يغادرون الآن بعد انتهاء زياراتهم المسائية.

يتميز المتحف بواجهته المبنية بالحجارة المصفوفة ونافذته الدائرية الشامخة التي تشبه الساعة، كما يُستهل منظره الأمامي بممر قصير من الأقواس العملاقة، وله قبة زجاجية تتربع في أعلاه، محاطة بقمم قلاع مصغرة تشبه تاجا مرصعا بالزجاج الملون.

وفي قلب الساحة يقبع تمثال جسيم لفارس ذي زي عسكري قديم الطراز ورداء منسدل على أحد كتفيه، يمد بيده رمحا عملاقا وقد جعل رأسه المدببة الشبيهة بالسكين موجهة إلى السماء.

وعلى قاعدة هذا التمثال العتيق تم نحت بضع كلمات بالبنط العريض: 'الملك الحادي والثلاثون آرثر كونور فيليم تنغستن إيرهارت' وأسفله كتابات تاريخية أخرى.

خلال ذلك الوقت، كان اثنان من أعوان الأمن عند مدخل المتحف ينتظران انتهاء مداومتهما بفارغ الصبر، ويتبادلان أطراف الحديث بينما يراقبان مرور الأشخاص من وإلى داخل المكان.

استطاع أحدهما أن يلمح إنسيا متوقفا قرب قاعدة التمثال كأنه يقرأ ما كُتب عليها، نقص الإضاءة يجعل منظره معتما لذا لم يسهب في النظر إليه وإنما تابع مسح المنطقة بنظرة كسولة وسريعة، فلم يكن هنالك من شيء مهم على مرمى بصره غير مجموعات الزوار المقدمين على الانصراف.

بينما يستمع إلى زميله الذي يتحدث، نظر رجل الأمن مجددا ناحية التمثال، غير أنه لم يجد أحدا.

اعتدل في وقوفه وراح ينظر بإمعان، فانقطع زميله عن الثرثرة للحظة ثم قال..

-"ما الذي تفعله؟ ركز معي.."

نظر إليه الآخر وقال بينما يهز كتفيه..

-"أعتقد أنني أهلوس، لم أنم البارحةَ بشكل جيد بسبب صوت المياه."

-"أدري، لقد اشتكيت بشأن الصنبور منذ الصباح، يمكنني أن أدلك على سباك إذا أردت."

تثاءب الأول وأغمض عينيه جيدا فيما يجيب..

-"لا أعلم متى يكون لدي الوقت لإصلاحه."

فتح عينيه ببطء ونظر إلى زميله الذي التزم الصمت لمدة، وجده يحملق بأعين واسعة إلى الأعلى، فنظر هو الآخر تلقائيا وقال..

-"إلى ما تنظر؟"

حرك رجل الأمن الثاني شفتيه بخفوت مجيبا..

-"شيءٌ ما عَبَرَ بين الأقواس للتو."

-"لا أرى شيئا."

شيفرة ليتوفيتشينكوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن