الفصل 11: تحية الحاكم

194 25 46
                                    

الفصل 11: تحية الحاكم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الفصل 11: تحية الحاكم

"إنك وحيدة في هذا المكان الموصد، هل أحررك؟ لا أعلم، لا أريد ذلك.. يوجد في العالم الخارجي ضَوارٍ، ستمزقك. ارحلي إذاً، طيري إلى ديارك ولكن عديني بأن لا تعودي إلى هنا مجددا، عيشي حياتك وانعمي بحريتك، فالحياة أقصر مما تبدو عليه."

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمايلت مصاريع نافذة المشفى مع نسيم الصباح اللطيف، الشمس ساطعة ورائحة الرطوبة القادمة من البحيرة بدأت تصنع الأجواء الصيفية المبهجة، بينما لا تزال تلك العجوز المريضة تشخر.

-"بعدها تشقلبَت عدة مرات وفجأة! ظهرت سراويلها-!"

انفجرت جينوا ضاحكة كأنها حصان يصهل، بعد أن أعادت سرد اللحظة التي رأت فيها إيفا تتدحرج عندما توقفت عن الطيران للمرة الثالثة على مسامع ماديسون، الجالسة على مقعد بقربها تشخر ضاحكة من أنفها هي الأخرى.

-"لقد فتحتُ عيني وحسب، لا أدري حتى ما حدث أو كيف وصلت إيفا إلى هناك ولكنها وقعت على وجهها و ارتفعت التنورة هكذا-"

ثم انقطعت عن الحديث مجددا بضحكة أكثر همجية، رفقة ماديسون التي أوشكت تقع أرضا بعد أن لم تستطع إمساك بطنها، ليس من الحدث بقدر ما هو من طريقة سرد جينوا المثيرة للسخرية.

كانت إيفا التي امتلأ عنقها وذراعاها وحتى ركبتاها بالضمادات واللاصق الطبي واقفة بجانب الطاولة الصغيرة قرب السرير، تقوم بترتيب بعض الأزهار البرية التي قطفتها من حديقة المشفى خلسة في كوب المياه،  تترقب في نفاد صبر انتهاء سخرية أمها وجينوا منها.

-"هذا جل ما أتذكره، ماذا عنك إيفا هل تذكرين ما حدث بعد انهيار المكان؟"

-"أعتقد أنني لمحتك مستلقية هكذا–"

استهزأت إيفا وصنعت وضعية غريبة بذراعيها، ثم جمعت مقلتيها عند أنفها لتبدو حولاء.

انقطعت أنفاس ماديسون وجينوا من القهقهة، وقد أعجب ذلك إيفا فاستمرت في تحريك ذراعيها كالأعشاب البحرية.

شيفرة ليتوفيتشينكوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن