الفصل 34: عاطفة محتجزة

101 17 61
                                    

الفصل 34: عاطفة محتجزة

قامت ماديسون بتجهيز المائدة رفقة إيريكا، بصرامة وهدوء تصرفت كأن شيئا لم يحدث، ولكن إيريكا ظلت تتفقدها باضطراب، وعندما عاد سكوت من ملاحقة أرنست؛ أمسكته ودفعته إلى الرواق حتى لا تسمع ماديسون حديثهما بما أنها لا تريد التحدث على ما يبدو.

ولكن نظرا لصغر مساحة المكان، فحتى الهمس سيكون مسموعا، ولذلك لجأت إيريكا إلى رفع سبابتها أمام أنفها موحية لسكوت بأن يصمت عندما أوشك يفتح فمه ليشرح لها ما يجري.

أشارت إيريكا إلى ماديسون، ثم إلى أذنها، وصالبت ذراعيها، وهي بذلك تقول..

'لا داعي لتسمع ماديسون حديثنا.'

أومأ سكوت بجدية مظهرا تفهمه.

إنهما يتحدثان فعلا بلغة الإشارة، ولكنها لغة مبتدعة وعشوائية اخترعاها للتو على وجه الدقة.

أشار سكوت إلى الباب الخارجي، ثم صنع شكل قلب بأصابعه وكسره، وبعدها أشار إلى عينيه وأظهر وجها باكيا.

طرفت عينا إيريكا عدة مرات، ثم اتسعتا في استيعاب و أشارت إلى الباب الخارجي، ثم إلى قلبها، ثم إلى ماديسون ورفعت إبهامها إشارة إلى 'كل شيء بخير إذن؟'.

أومأ سكوت بالإيجاب كأنه فهم ما تصنع، ثم ابتسما في تزامن.

لاحظا متأخرين أن إيفا شاهدت تلك التصرفات الحمقاء التي يقومان بها، ثم أدارت رأسها ومكثت مكانها جالسة بلا هدف، بعدها لفتت ماديسون انتباه الجميع حين صرحت..

-"الغداء جاهز الآن، تجمعوا على المائدة بسرعة."

ثم نادت إيفا وأضافت..

-"أخبري هيوغو كي يأتي."

نفذت إيفا على الفور واتجهت بخطوات سديدة إلى الغرفة التي أشارت إليها إيريكا.

وقفت لبعض الوقت ترتب الكلمات في رأسها، فعلى الرغم من انفتاحها للحديث معه بعض الشيء، إلا أن سلوكه عندما تجاهل الضيوف جعلها ترتبك.

حزمت أمرها وألقت بنقرات خافتة، ثم أدارت المقبض واقتحمت المكان متحدثةً بحزم..

-"هيوغو، لقد جهز الغداء، عليكَ أن.. تأتي."

أمام سلة المهملات الصغيرة كان يقف مراقبا أوراقه المبعثرة بوجه عابس ويداه تفككان أزرار قميصه، توقف وناظر إيفا بامتعاض ملمحا إلى عدم ترحيبه بفكرة دخولها غرفته دون استئذان مطول على الأقل.

رغم مرور وقت معتبر منذ عودته، إلا أنه قرر تغيير ثيابه للتو، ذلك كل ما أثار انتباه إيفا، حتى أن الكلمات علقت في حلقها وتقهقرت في إحراج شديد.

شيفرة ليتوفيتشينكوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن