١١- "وعكة قلبية".

451 53 12
                                    

ايدان:

بعد ان تحدث معي أبـي ليلة أمـس،  نمـتُ براحة من غير مهدئات لأول مرة منذ زمن طويل،  اخبرت احمد بالأمر،  كان سعيدًا لأجلي،  ويملؤه الأمل!

بذكر أحمد، او بمعنى ادق سيد ارنب

اليوم هو عيد ميلاده

إنـه الثامن والعشرون من فبرايـر

اخبرت ابي بأنني اود شراء سيارة لـه، وهو لم يرفض

وذلك كان مُفاجئًا لي، اعتقدت إنـه سيناقشني بشأن الأمر، او يمنعني من فعل هذا،  لكن الامور معي تبدو غريبة جداً هذه الأيام.

اعرف اي نوع يُفضله احمد، سيارة تشبه سيارتـه لكن جديدة، تعبت حقيقة الأمر بينما ابحث عن سيارة تشبه تلك الخردة، وتوقعت ان اعود خائب الآمال، لكن في نهاية الامر، وبعد ساعات من الأنتظار انا حصلت عليها، وبسعر جيد جداً، حتى ان نصف نقودي عادت معي، ذهبت بعدها بالسيارة الجديدة الى محل لتزيينها، بدت جميلة بعد ساعة ونصف
كما لو إنها سيارة زفاف.

لم تختفِ ابتسامتي من وجهي وانا اتخيل رد فعله
وتوقعت أيضاً غضبه، وربما رفضها لكن
على جثتي عزيزي احمد ستعود تلك السيارة

انتظرتُ المسـاء على أحر من الجمر، السيارة تركتها خلف الحي خاصتنا

اتصلت بأحمد ولم يجيب وكان ذلك على غير عادتـه، لذا خرجت من منزلـي كي اذهب إليه

وانا ابتسم بأتساع، بينما انتظر ان يفتح لي الباب
وافاجئـه، لكن توقعاتي خابت عندما خرجت اختـه

كان وجهها قلقـًا، اصبت بالاحراج إنها ليست المرة الاولى التي اراها بها، لكنني فقط لم اكـن اتوقع وجودها، ثلاث ثوان فقط استطعت التركيز على كل شيء، ملابسها، ووجهها المتعب جداً، وابنتها اللطيفة نارين المتشبثة بطرف ثوبها

"اهلا ايدان"
قالت بصوت متهدج

وانا هنا شعرت بالقلق
"اهلا، هل أحمد هنا؟"

صمتت لوهلة ثم تنهدت ونظرت لوجهها الشاحب

"هل هو بخير؟ او اصابه شيء؟"

قلبي اضطرب

"لقد ساء حالـه فجأة ليلة البارحة بعد منتصف الليل، وذهبوا ابي وامي معه منذ وقتها والى الآن"

"كيف اصبح؟ ماذا اخبروك، لماذا لم يخبرني احد كنت سأذهب معه"
كان صوتي يرتجف، ويداي كذلك
شعرت إنني سأفقده، طوال سنواتي الماضية معه كنت خائف من شعور الفقد، لا اود ان افقده،  هو الشخص الوحيد الذي يتحمل مزاجي وبرودي وكل شيء!

"لاتقلق، اتصلت قبل قليل وحالته استقرت قليلا"

"يا إلهي، سأذهب إليه"

"حسنا، شكرًا لاهتمامك"

"هذا واجبي"
ابتعدت عنهم بعد ان سألتها عن اسم المستشفى الذين هم فيه، وكنت اعرفه لإنه المستشفى الوحيد القريب من الحي، لكن لاتأكد فقط

شظايـــا قلـــب. Donde viven las historias. Descúbrelo ahora