٨٧-"تَركتَنِي شَظَايَا".

268 28 145
                                    

🌻💛.

أحمد:

أتوسد حُضن كوثر
يداها التي تعبث برأسي
تخبرني أن أستمتع بالأجازة التي جاءت مثل هدية
لمدة شهر لن اذهب للعمل بسبب ذراعي المكسورة
وتعود لتبكي وتغرق بشرتي بدموعها بسبب تفكيرها
بأنها كادت تفقدني بالأمس.

مثل الحلم كانت أحداث الأمس
ليس حُلمًا بقدر ماهو كابوس
مثل ضربة على الرأس
أو إستيقاظ بعد نوم غير مُريح في ساعات الغروب.
الأحداث لم تجعل عقلي يستريح، أو أحظى بغفوة
أنا لم أنم منذ يوم كامل وأكثر.

إستمرت أجفاني بوضعها المصدوم
وافكاري لاتهدأ
لم أعد أجيد تحليل أو تفسير شيء
تالله تعبت، تعبت حد أن الانفاس تخرج ثقيلة.

لا أدري كم مضى من الوقت، لكنني شعرت بثقل يد كوثر على رأسي، فأستدرت بجسدي أرفع رأسي أنظر لأجدها نائمة، آلمني قلبي.

مُتعب وأتعبها معي هي والجنين.

رفعت يدي أربت على وجهها

"حبيبتي، كوثري".
هي فتحت عيناها بهلع، وابتلعت ريقي لخوفها
رغم أن صوتي لم يكن مرتفعًا.

" ماذا حبيبي؟  هل حصل شيء؟ "

"كلا، رأيتكِ نائمة، فلتذهبي لغرفتنا، وأحظي بنوم جيد"

"ماذا عنك؟"

"لو تعبت سألحق بك، وأنام".

هي همهمت لي وأنحنت بعدها تُقبلني على وجنتي
وقبلتها كذلك وأبتسمت لها بتعبي.

راقبت خطواتها الثقيلة، وتعبها الواضح
حتى اختفت عن انظاري وخرجت مني تنهيدة طويلة.

إنَّ الساعة الحادية عشر مساءًا.
لم أتصل بإيدان مرة أخرى
لإنني اتصلت به لأكثر من سبع مرات
ولم يجيب عليّ، وتم رفض مكالماتي الأخيرة.
تاركًا اياي أتشاجر مع ظنوني ووساوس عقلي.

أتصلت بشاهين أول الأمر، لأسأله
هو أخبرني بكل ماحصل
والتحقيق، ومساندة ايدان المعتادة لتميم.
وأخبرني إن ايدان أخبره أن يبقى بعيدًا عني
وإنني وهو لسنا بحاجته
كان شاهين غاضبًا، ومكسورًا.
شعرت بالاستياء طوال اليوم بسبب ماحصل.
ولم يجيب ايدان على مكالماتي لأفهم منه السبب
وراء جرح مشاعر شاهين، وإخباره بأنه شخص سيئ.

نهضت وأنا ادخل المطبخ أحضر الشاي لأن الصداع لم يذهب من رأسي، وضعت الابريق على النار،  وتذكرت أيدان عندما أخبرني أن انتظره يغلي ثم أضع ورق الشاي، لذا تركت الأبريق وخرجت.
أجلس بالحديقة
اتأمل السماء المزينة بالنجوم، وهناك رياح باردة خفيفة
أغمضت عيني، وتنفست بعمق
محاولًا عدم التفكير بشيء.

شظايـــا قلـــب. Where stories live. Discover now