٧١-"مُر كالموت"

227 34 71
                                    

ينظرُ له تميم ويشعُر بشيء ما يغلي بصدره
صدمة، عدم تصديق، نُكران ما امام عينيه.

تبادل نظرات سريعة مع المسؤول عن الحُراس
وهو شديد اللهجة، سريع الغضب
لايملك أي رحمة في فؤاده المُتحجر
ويده لاتعمل إلا للضرب والتعذيب.

ازدرد تميم ريقه وهو يرى المسؤول جُنيد يمسك به
ايدان يبدو كالضائع، كمن فقد عقله وادراكه.

صفعة سريعة أول ما تلقاه ايدان جاعلة وجهه يستدير
ثم عدة لكمات  وركلات جاعلة اياه يسقط على الأرض
بلا مقاومة لتعبه وارهاق جسده، والظمأ الذي يشعر به بسبب ركضه السريع في الذهاب والعودة، ويده المكسورة تزيد الطين بلة.

استمر جُنيد بركل جسد ايدان النحيل
وانهمك في ضرب ولكم وجهه حتى نزف انفه
وجُرحِت شفتيه بجرح بليغ ..

بينما جميع الحُراس ينظرون بصمت
كور تميم قبضة يده وهو يتقدم بوجهه المتورم
يقف امام جُنيد يمسك كتفه
"توقف، دعه لي"

"اتركه لك؟ آخر مرة تركته معك هرب دون علمك"

صراخ جُنيد جعل عيني تميم تحمر غضبًا
اليوم إحتمل ضربه وإهاناته بسبب الذي يستقر بالارض
والآن يعود بين ايديهم
أي جنون اصابه.

"اعدُك إنني سأتكفل بعقابه، اسمح لي سيدي".

ينظر له جُنيد، يبصق على الارض بجانب ايدان
ايدان الذي دموعه تسقط بوهن وصمت..

ينحني جنيد على الأرض يرفع جسد ايدان
يحاول جعله ينهض لم يكُن يستطيع
حمله بين يداه، وهو يسير بيه إلى الزنزانة الخاصة به
وعندما وصل تركه من مسافته المرتفعة، ليسقط على الأرض، صدرت شهقة متألمة من اعماقه ..
اغلق تميم باب الزنزانة.

يعود يجلس القرفصاء بجانبه
يرفع جسده العلوي يتمسك بطرفي ياقة قميصه

'اهلا بك بالجحيم مُجددًا".

يصمت ايدان ويبكي لالمه.

"ابكِ، فلتبكِ اكثر، واكثر حتى تفقد عينيك نظرها".

يقرب وجه ايدان الذي اصبح دامي مفسدًا قميصه ايضًا
ينظر بحدة الى عينيه الباكيتين.

"اخبرني حُبًا بالله لماذا عُدت؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟"

وعندما لم يجد تفاعلًا منه هو تركه بعنف جاعلًا اياه يرتطم بالجدار، ثغر ايدان فُتِح بشهقة أخرى مُتألمة
يشعُر بأن فقرات ظهره تهشمت.

يمسح وجهه بعنف، يسير ذهابًا وايابًا
يعود ينحني بجسده يمسك فكه بقوة يرفع وجه ايدان نحوهه.

شظايـــا قلـــب. Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora