٧٧-"كالعيــد"

291 35 176
                                    

أيدان:

تبدو الحَياة مِثل لُعبة دوران حول دائرة مُغلقة
تدور، وتدور،  ثم تعود لنفس النُقطـة

في حياتي أنا، كان دوراني حول نفسي دائمًا
لهذا فشلت في كثير من الأمور، بينما عندما أصبح دوراني حول الحَياة، ورؤيتي اصبحت بعيدة وليست ضيقة.

نجوت بأعجوبة.

يبدو هذا مُعقدًا جدًا ليفهمه الآخرون
لهذا أحتفظ به داخل رأسي فقط

كان حُلمًا من أكبر احلامـي أن اعود للمنزل
واضحك واتحدث معهم..
واليوم باتَ حقيقة
بينما قبل أن يحدث كُل شيء
كنت مُهملًا لكُل هذه النِعم
غير مُهتم لها،  وبعد أن خسرتها
اصبحت هي كُل ماتراه عيني
العائلة، المنزل، العمل
فوضى الآخرين، وإزعاجهم.
أستمر حذري طوال عمري من الناس
خشية أذيتهم،  وفي نهاية الأمر أنا الوحيد الذي كُنت أؤذيني أكثر من أي شيء آخر.

لكن هذا جميعه قد مضى
وأصبح الآن دروسًا أتعلم منها
أثق أن القادم أجمل
وأنا سأكون بخير أكثر من أي وقت قد سبق.

اليوم هو الجُمعـة،  أستيقظت مُبكرًا
أستحممت وأرتديت كنزة قطنية بيضاء ذات رقبة
وبنطال كحلي،  بينما يعتيلهما معطف أسود ثقيل
المعطف ذاته الذي ارتديته في اليوم الذي حاولت فيه قتل نفسي، نفسي التي امقتها ،  والآن ارتديه وأنا احب نفسي وحياتي..

أريد أن أعوض ذاتي،  أن أمنحها السعادة
أن اعتني بنفسي اكثر،  واهتم لمشاعري..

كنت قد بلغت عائلتي بشأن أن العشاء سيكون وليمة
كُبرى أدعو فيها عُثمان وعائلته،  وضياء وعائلته
وشاهين والمحقق فارس،  وكذلك ايمن وجُلنار
اود أن يحيطون بي من جميع الجهات..

أكملت تصفيف شعري في المرآة
ولقد توضأت أيضًا للذهاب للمسجد
لسماع الخطبة وأداء صلاة الجمعة

لكن الوقت لايزال مُبكرًا
الساعة لم تتجاوز التاسعة حتى

خرجت ورأيت الفتيات ووالدتي
التي تقرأ سورة الكهف
بينما لم أراه..
تناولنا الفطور معًا
ودخلت استحم والآن لم أجده

"أين احمد؟"
سألت كوثر

وهي ابتسمت متوردة الوجنتين
"لقد خرج، قال بأنه سيجلب مانحتاجه للعشاء،  اوصيناه على لحوم،  ومشروبات، وفواكه"

"لمَ لمْ ينتظرنِ؟"

هي هزت كتفيها
"هو يحب التسوق، ومُعتاد على ذلك،  لن يتأخر وأنت يجب أن تحظى بالراحة هذه الايام"

شظايـــا قلـــب. Where stories live. Discover now