٢٥-"ذنبي لا يُغفر".

295 42 34
                                    

كان احمد اعمى البصيرة،  لكونـه مُرهق وغاضـب.
يقود بأعصاب مُتلفة،  بيدان ترتجف بقوة ويضغط بهما على عجلة القيادة لإيقاف إرتجافها لكن بلا جدوى

يشعر إنّ نارًا اوقدت في قلبّه..
احمد الذي في السابق كان مؤمنًا جدًا بكُل ما هو مكتوب،  الذي لا يتحدث غير عن الأمل والصبر،  ويستاء من ايدان لإنه حزين طوال الوقت.

قد تحوّل من إنسان لآخر مُختلف بشكل كُلي عنه.
كم هو مُرعب،  التغيير الذي اصابـه في السنوات الاخيرة..

كان هاتفه لايتوقف عن المكالمات،  ينظر للأسم كان اخته،  تجاهل الأتصال واصبح يغمض عيناه ويفتحهما بسرعة كي يبعد الدموع عنها.

حاله مُبعثر، خصلات شعره كانت بكل جهة بسبب شدّه العنيف لها منذ أن خرج من منزل إيدان.
نظاراته تستمر بجعل الرؤية ضبابية بسبب دموعه.

وعندما ادرك إنه لن يستطيع القيادة،  والشوارع ايضًا ليست جيدة الإنارة،  هو توقف على جانب الشارع.

الهاتف لايزال يضيء بأسم اخته.
لكنه فقط لم يكن واعي بما يدور حوله،  أو يفعله
كما لو أنه مسلوب العقل.

فتح النافذة كي يدخل إليه الهواء،  تلاها ازرار قميصه التي فتحها بعنف فأنقطع زرين.

خلع نظاراته يمسحها ببنطاله.
ومسح وجهه بيده.
واستدار ليرى هاتفه ويلتقطه اخيرًا من المقعد الذي بحانبه.

اخذ نفسًا طويلًا.
وهو يرى المكالمات التي لم يرد عليها

إحدى عشر مكالمة من ام نارين
-اخته-
ثلاث مكالمات من الثور
-زوج اخته-
سبع مكالمات من الدُب عثمان

رسالة من المستشارة النفسية
"احمد من فضلك، انا في السيارة الآن،  معي ابي ووالدة ايدان،  لقد كنت اود الذهاب لمنزل ايدان لكن رأيتك وأنت تخرج مسرعًا،  وبعدها ايدان واخي،  كما إن ايدان اغمى عليه،  وعثمان لا يجيب إتصالاتي لمعرفة مكان المستشفى،  هل تعرف شيء عن الامر؟"

يتنهد احمد مرارًا وتكرارًا.
يشعر بالضجر من كل شيء،  ذاته وايدان وعائلته.

"لا اعرف".
ضغط إرسال.

مرت ست دقائق من الهدوء..

المستشارة النفسية
" لابأس،  عثمان اجابني،  نحن في المستشفى الآن"

"هل هو بخير؟"
قبل أن يضغط إرسال،  يأتيه اتصال من اخته.

يجيب
"ماذا؟"

"احمد لماذا لا تجيب؟"
صوت أخته كان مكسورًا،  مبحوحًا،  وخافتًا.

"ماذا حصل؟  هل امي بخير؟"
قال بسرعة وهو يشعر إن عقله اصبح هادئًا فجأة

صوت السيارات وهي تمضي بسرعة من جانبه،  والرياح.

"احمد نحن في المستشفى،  أمي ذهبت للأبد ،  خسرنا أمي"

شظايـــا قلـــب. Where stories live. Discover now