IV

827 80 19
                                    

الفصلُ الرَّابعُ: ' الباطن'

Hoppla! Dieses Bild entspricht nicht unseren inhaltlichen Richtlinien. Um mit dem Veröffentlichen fortfahren zu können, entferne es bitte oder lade ein anderes Bild hoch.

الفصلُ الرَّابعُ: ' الباطن'
...

كنتُ أظنُّ أنَّ تايهيونغ قويٌّ، كانَ كالجبلِ الذِي لاَ تهزُّهُ أعتَى الرياحِ، كانَ دائمًا معِي وَ رفقتِي، وَ يحمينِي.
أعجبتُ بشخصيَّتهِ المشرقةِ وَ طبيعتهِ اللطيفةِ وَ في مرحلةٍ مَا، ربَّما كانَ في الشهرِ الثانِي لدخولِي الميتمَ، أردتُ أنْ أكونَ مثلهُ.

لمْ أقدِر علَى ذلكَ، فمثلًا لازالتِ تخالجنِي أفكارٌ جبانةٌ تمنعنِي منَ الحديثِ معَ الجميعِ بإعتياديَّةٍ، خاصَّةً إنْ كانَ اللقاءَ الأوَّلَ فأنَا أشعرُ بالإرتباكِ سريعًا وَ لاَ أجيدُ إدارةَ محادثةٍ.
ظننتُ أنَّنِي مختلفٌ وَ غريبٌ حينَ كنتُ أرَى توأمِي يبادلُ الحديثَ بأريحيَّةٍ معَ الآنساتِ الجديداتِ، أو معَ الحارسِ أوْ حتَّى معَ الأشخاصِ الذِينَ يأتونَ بقصدِ التبنِي.
لكنْ سرعانَ مَا أدركتُ أنَّهُ ليسَ عليَّ القلقُ بشأنِ أيِّ شيءٍ وَ لأتصرَّفَ علَى طبيعتِي فلستُ مطالبًا بأنْ أكونَ إجتماعيًّا.
مَا دمتُ بخيرٍ بهدوئِي فلاَ بأسَ.

كانَ تايهيونغ يفعلُ الكثيرَ لأجلِي، وَ أردتُ أنْ أساعدهُ أيضًا، أردتُ أنْ أقدِّمَ لهُ كمَا أعطانِي لكنَّنِي لاَ أعلمُ ما أفعلُ.
لوْ كانتِ الجروحُ الماديَّةُ تندملُ لإختفَى الحرقُ علَى يدِي منذُ فترةٍ طويلةٍ، منْ فرطِ رقتهِ وَ رفقهِ بِي.

ظننتهُ مثاليًّا وَ ظننتهُ بخيرٍ، حتَّى صادفَ أنْ إحتجتهُ يومًا ليشرحَ لِي مسألةً مَا إلَّا أنَّ مهمنْ سألتُ فلمْ أجدْ لهُ أثرًا، دخلتُ المكتبةَ وَ فِي ركنٍ مظلمٍ منَ الغرفةِ الفسيحةِ وجدتهُ جالسًا، يحشرُ رأسهُ بينَ ركبتيهِ وَ يرتعشُ.

إقتربتُ منْهُ قلقًا وَ فشلتُ فِي إخفاءِ صوتِ خطواتِي لأبصرهُ يرفعُ رأسهُ نحوِي وَ يمسحُ دموعهُ سريعًا، يبدُو أنَّهُ ظنَّ أنَّنِي لَم أرهُ.
رسمَ إبتسامةً وَ سألنِي مَا بِي.
منْ كانَ يظنُّ أنَّ تلكَ الإبتسامةَ المشرقةَ قدْ تخفِي فِي باطنهَا جروحًا مفتوحةً، ألمْ يخبرونِي إحذَرْ فالمظاهرُ خدَّاعةٌ فلمَ أنَا أخدعُ ثانيةً؟.

وقفتُ أمامهُ صامتًا وَ حدَّقتُ بهِ بغضبٍ وَ حزنٍ، لستُ غاضبًا منهُ لكنْ منْ نفسِي لأنَّنِي لمْ أتفطَنْ لتمثيلهِ، كيفَ لاَ أفعلُ وَ منَ المفترضِ أنَّنا التوأمُ..؟
" قبلَ أنْ تلومَ نفسكَ علَى أيِّ شيءٍ، عليكَ أنْ تهنئنِّي، أنَا بذرةُ ممثلٍّ بارعٍ تمامًا كمَا أريدُ أنْ أكونَ." قهقهَ تايهيونغ وَ ربَّما كانَ ينتظرُ منِّي مشاركتهُ الضحكَ إلَّا أنَّنِي ظللتُ أحدِّقُ بهِ.
" لمَ أنتَ مصرٌّ علَى أخذِ الألمِ وحدكَ؟ كيفَ تجرأُ أنْ تخبرنِي ألَّا أشعرَ بالوحدةِ وَ تطلبُ منِّي أنْ أشارككَ مخاوفِي وَ أحزانِي بينمَا أنتَ تفعلُ العكسَ؟ إنصحْ نفسكَ أوَّلًا! نحنُ إخوةٌ وَ يجبُ أنْ نستندَ على بعضنَا البعض، لاَ تظنَّ أبدًا أنَّكَ وحيدٌ.." بوَّزَ تاي شفتيهِ وَ بدَا كمَن على حافةِ البكاءِ، لتغادرَ دموعهُ محجريهِ دفعةً واحدةً بمجرَّدِ أنْ إحتضنتهُ.

Endless | لاَ متناهِيWo Geschichten leben. Entdecke jetzt