VII

669 74 22
                                    

الفصلُ السابع: رابطُ الرُّوحِ

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

الفصلُ السابع: رابطُ الرُّوحِ.
...
يقالُ أنَّ الأرواحَ فِي بعضِ المعتقداتِ، تكونُ أكرًا واحدًا قبلَ أنْ تقسمَ وَ تنفخَ في الأجسادِ ليخلقَ البشرُ منفصلينَ وَ يسيرونَ فِي هذهِ الحياةِ الدنيَا، بأنفسٍ تواقةٍ للقاءِ أنصافهَا.
بعضهُم يلتقِي بهَا وَ الآخرُ لاَ، لكنْ كانَ منْ نصيبِي لقاءُ توأمِ روحِي وَ فقدتهُ.

كانَ ضياءًا وَ نورًا، أزهرَ حبُّهُ فِي قلبِي.
قدَّمِ لِي سعادةً، زرعَ فيَّ أملًا، إنتشلنِي منْ حزنِي وَ فِي النهايةِ قدَّمَ لِي حياتهُ.
كثيرًا مَا ساورتنِي الشكوكُ حولَ موتهِ، لكنَّها ليستِ سوَى أوهامٍ صادرةٍ عنْ روحِي التِي فقدتِ توأمهَا.
وَ قصتِّي معَ الأوهامِ روايةٌ.

كثرَ شعورِي بالندمِ وَ الذنبِ وَ إنْ لَم يكُنْ لِي يدٌ بمَا جرَى، وَ إنْ مَا حدثَ كانَ فوقِي وَ فوقَ قدرتِي كطفلٍ، لكنَّنِي كنتُ الضحيَّةَ وَ ضحَّى هوَ لأجلِي، متخليًّا عنْ أحلامهِ وَ طموحاتهِ.

تمنيَّتُ فِي كثيرٍ منَ الأحيانِ لوْ أموتُ بعدهَا، كيْ ألحقهُ وَ يفارقنِي الألمُ وَ تبارحنِي الوحدةُ إلَى جانبهِ لكنْ سرعانَ مَا يجيءُ إلَى بالِي صوتهُ وَ هوَ يأمرنِي أنْ أعيشَ.
لمْ يخبرنِي أنْ أكونَ سعيدًا، وَ لاَ أنْ أبقَى صحيًّا، بلْ كانَ مراعيًا وَ متفهمًا لأيِّ وضعٍ سأكونُ عليهِ.
كمَا إعتادَ أنْ يكونَ.

لكنَّكَ يَا صديقِي كلَّفتنِي بمَا هوَ أقوَى منْ جهدِي فكيفَ يطيبُ العيشُ بدونكَ حبيبَ قلبِي؟ وَ أيُّ كابوسٍ هيَ حياتِي وَ أنتَ لستَ فيهَا؟
لمْ تكُن معِي فِي صغرِي وَ أسعدِ أيامِي البريئةِ، غيرَ أنَّكَ رافقتنِي فِي محنتِي وَ أنرتَ دربِي، أعدتَ رسمَ إبتسامتِي وَ صقلتَ أحلامِي.

لاَ أدرِي هلْ أشكركَ أمْ ألعنكَ لفعلِ مَا فعلتَ.
لكنْ شكرًا، شكرًا لوجودِكَ بجانبِي في السرَّاءِ وَ الضرَّاءِ.

_

يومٌ حافلٌ فِي الميتمِ الواقعِ علَى أطرافِ البلدةِ، فأحدهُم سيقيمُ عيدَ ميلادِهِ الرابعَ عشر.
أعنِي بِذلكَ جيمين.
الطاولةُ الكبيرةُ فِي قاعةِ الأكلِ فرشتِ وَ رصفتِ عليهَا أشهَى المأكولاتِ وَ العصائرِ، الأطفالُ تحلَّقُوا حولَ المائدةِ وَ بدؤوا بالفعلِ فِي غرسِ أصابعهِم فِي الكعكةِ كثيرةِ الطوابِقِ.

Endless | لاَ متناهِيWhere stories live. Discover now