Endless | لاَ متناهِي

V

الفصلُ الخامس: جحيمُ النعيمِ
..
أحيانًا، الحياةُ تصفعنَا بحقيقةٍ موجعةٍ وَ حادثةٍ مؤلمةٍ، يكونُ قصدهَا المعرفةَ وَ الإنتقالَ لمرحلةٍ جديدةٍ، تكونُ تلكَ الصفعةُ فرصةً للتغيُّرِ لكنَّنَا بينمَا نعيشُ في أثرِ صدمتهَا لاَ ندركُ المغزَى.

كانَا مختبئينِ أسفلَ الطاولةِ وَ هُما يبصرانِ أحذيةَ الآنساتِ الموحلةَ وَ كنَّ أربعةً بإحتسابِ المديرةِ، أطرافُ أثوابهنَ ملطخةٌ بالدماءِ.
' ماذَا كنَّ يفعلنَ بالخارجِ ليعُدنَ بهذهِ الحالةِ البائسةِ.' فكرَّ تايهيونغ وَ كانَ يكتمُ فمَ جيمين الذِي أبدتِ ملامحُ وجههِ الخوفَ وَ التوترَّ بوضوحٍ.

خرجتِ النسوةُ أخيرًا منَ الغرفةِ وَ قدْ أحكمنَ قفلَ البابِ، ليتسنَّى لتاي وَ مين العودةُ سريعًا لغرفتهمَا، حاولَا قدرَ الإمكانِ عدمَ إصدارِ أصواتٍ أثناءَ صعودِ الدرجِ وَ الدخولِ إلى غرفتهمَا، لَم يكُن المشهدُ واضحًا وَ لَم يتجلَّى لهمَا لونُ الدماءِ وسطَ عتمةِ الليلِ، لكنَّهمَا يدركانِ أنَّ شيئًا مريبًا يحدثُ وَ لاَ يجبُ أنْ يعلمَ عنهُ أحدٌ.

فتحَ البابُ ببطئٍ وَ هدوءٍ تزامنًا معَ رميِ كلاَ الطفلينِ الغطاءَ على رأسيهمَا، متظاهرينِ بالنومِ.
" هلْ كنتُ أتخيَّلُ؟" تمتمتِ الآنسةُ وَ بقيتِ تحدِّقُ بهمَا طويلًا قبلَ أنْ تنصرفَ أخيرًا.
أخرجَ جيمين رأسهُ منْ تحتِ اللحافِ، يحاولُ اللحاقَ بنَفَسهِ وَ لاَ يقدرُ.

" إهدَأ، جيمين! اُنظُر، أنتَ بأمانٍ، نحنُ معًا، إهدأ!" كوَّبَ تايهيونغ وجنتيهِ يحدِّقُ في عينيهِ، ليراهُ يومأُ بشدَّةٍ بينمَا يقبضُ علَى أطرافِ رداءِ أخيهِ.
" جيِّد الآنَ تنفس! شهيق..زفير." يشهقُ وَ يزفرُ، كانَ تايهيونغ ينظمُ تنفسهُ وَ يساعدُ جيمين علَى فعلِ المثلِ.

صريرُ البابِ وَ هوَ يفتحُ على غفلةٍ، أفسدَ كلَّ جهودِ كستنائيِّ الشعرِ وَ عادَ جيمين هلعًا حينَ ظهرتِ المديرةُ أمامهُ بثيابِ النومِ خاصتهَا.
" ما الأمرُ صغيرايَ؟ لمَ كلُّ هذهِ الضوضاءِ؟"

" سيِّدتِي..جيمين، رأَى كابوسًا وَ هوَ الآنَ لاَ يستطيعُ التنفسَ بطبيعيَّةٍ منْ شدَّةِ الخوفِ." إستجمعَ تاي شجاعتهُ وَ أجابَ، كيْ لاَ ينكشفَا إنْ طالَ صمتهمَا دونَ إجابةٍ.