XIV

934 88 29
                                    

الفصل الرَّابع عشرَ وَ الأخير: أبديٌّ

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

الفصل الرَّابع عشرَ وَ الأخير: أبديٌّ
..

بمجرَّدِ أنْ ولَّى الخريفُ وَ شرعَ تايهيونغ فِي عزفِ الشتاءِ، ركضتُ وَ صعدتُ الدرجَ بإتجاهِ الركحِ بعدَ أنْ عقدتُ العزمَ علَى إنقاذِ تايهيونغ، أريدُ أنْ أكونَ مفيدًا.
أريدُ أنْ أقدِّمَ لهُ كمَا أعطانِي.

وقفتُ أمامَ أخِي الذِي توقفَ عنِ العزفِ مستغربًا، قبلَ أنْ أتمكَّن منْ قولِ أيِّ شيءٍ حتَّى، شعرتُ بشيءٍ يخترقُ كتفِي وَ مهمَا حاولتُ وصفَ الألمِ فلَن أفيهِ حقَّهُ.
لقدْ شعرتُ بحرارةٍ شديدةٍ وَ دوارٍ، ثمَّ الغثيانِ وَ البرودةِ.
كانَ أشبهَ بأنَّ روحِي تغادرُ جسدِي، أصواتُ الناسِ الهلعةِ كتمَ وَ صورةُ تايهيونغ يصرخُ فيَّ غشيِّتِ خلفَ غمامةٍ سوداءَ.

أردتُ أنْ أشكرهُ علَى تواجدهِ فِي حياتِي وَ أردتُ الإعتذارَ علَى تركهِ باكرًا، لكنْ فقدتُ حواسِي وَ وعيِي دونَ أنْ أعرفَ أيُّهمَا نطقتُ.

" جيمين، إستيقِظ صغيرِي." فتحتُ عينيَّ علَى صوتٍ أحفظهُ جيِّدًا، صوتُ أمِّي الناعمِ الحنونِ وَ هيَ تنادينِي، وجدتنِي جالسًا علَى الأرضيَّةِ الخشبيَّةِ وَ أمامِي كانتِ أمِّي تسحبُ طفلاً صغيرًا، بينمَا تناديهِ بإسمِي.

هلْ هذَا أنَا؟ أبدُو صغيرًا جدًّا؟
أمِّي متوفيَّةٌ فهلْ يمكنُ أنَّنِي الآخرُ قدْ فارقتُ الحياةَ بالفعلِ؟ لكنَّ هذهِ المشاهدَ مألوفةٌ جدًّا لِي.
منَ المزعجِ أنْ تملكَ تساؤلاتٍ لاَ تشفيهَا إجاباتٌ، قرَّرتُ أنْ أتبعَ نسختِي الصغيرةِ علِّي أعلمُ مَا عليَّ فعلهُ.

خرجتُ منَ الغرفةِ التِي كنتُ بهَا لأجدَ نفسِي فِي ممرٍّ سرتُ داخلهُ وَ إذْ بِي فِي بنايةٍ أخرَى، مليئةٍ بالمعجنَّاتِ.
إنَّها مخبزة... مخبزةُ أبِي.
لكنَّنِي لا أتذكرُّ أنهَا كانتِ بهذَا القربِ منَ المنزلِ.

جلستُ بجانبِ المدخلِ أراقبُ أبِي وَ هوَ يعملُ بينمَا أنَا الصغرَى تأكلُ منْ طبقِ الخبزِ الخاصِّ بهَا.
" جيمين! جرِّبْ هذهِ إنْ أعجبتكَ سأبدأُ ببيعهَا من.ق الغدِ!" قاطعَنِي أبِي مقدِّمًا لِي حلويَّاتٍ مورَّقةٍ وَ أبصرتنِي أقلِّبهَا بإنتباهٍ بينَ يديَّ قبلَ أنْ أضعهَا فِي فمِي وَ أبتسمَ بإتسَّاعٍ للذتهَا.
أشرتُ لوالدِي بإبهامِي، مقدِّمًا موافقتِي علَى بدءِ البيعِ ليضحكَ هوَ وَ يومأَ.

Endless | لاَ متناهِيWhere stories live. Discover now