Endless | لاَ متناهِي

VIII

الفصلُ الثامنُ: أمَل
...
وصلَ جيمين أخيرًا إلَى مقرِّ الشرطةِ بالبلدةِ، كانَ خائفًا وَ متوترًّا طولَ الطريقَ.
كانَ يخشَى أنْ تغدرَ بهِ الآنسةُ ساندِي وَ تعلمَ الحارسَ كيْ يلحقَ بهِ فتضيعَ جهودهُ وَ يفشلَ هروبهُ.
أبصرَ حليبيُّ البشرةِ شرطيًّا واقفًا يحملُ بيدٍ كشافًا ضوئيًّا وَ بالأخرَى عودَ ثقابٍ مشتعلٍ يقربُّهُ تدريجيًّا منَ السيجارةِ بينَ شفتيهِ.

" سيِّدِي الشرطيُّ!" هتفَ جيمين وَ إقتربَ أكثرَ منهُ، لينظرَ لهُ الشرطيُّ مهمهمًا وَ كانَ باديًا عليهِ الإنزعاجُ.
" ماذَا تريدُ أيُّهَا الصغيرُ؟" قالَ وَ زفرَ السمومَ إلَى خارجِ  رئتيهِ.
" أريدُ أنْ أبلغَ عنْ جرائمَ قتلٍ في الميتمِ الواقعِ علَى أطرافِ البلدةِ، أنَا.." سكتَ جيمين محرجًا حينَ إرتفعتِ قهقهاتُ الظابطِ أمامهُ.
لمْ يتوقَع أبدًا ردَّةَ الفعلِ هذهِ.

" هلْ ضربتَ رأسكَ فِي طريقكَ إلَى هنَا يَا صغِير؟ أنتَ تتحدثُ عنْ ميتمِ روك بِيل؟ ذلكَ المكانُ كالنعيمِ بدءًا منَ البناءِ إلَى التجهيزاتِ، الأيتامُ هناكَ يعاملُونَ كأفرادٍ منَ الطبقةِ النبيلةِ بغضِّ النظرِ عنْ أصلهِم.
إنْ كنتَ تمزحُ فأنتَ أضحكتنِي بالفعلِ، لكنْ إنْ قلتَ مَا قلتَ ظنًّا منكَ أنَّهَا الحقيقةُ فربَّمَا يجبُ أنْ تزورَ طبيبًا وَ يصفَ لكَ دواءًا للهلوساتِ."
قالَ الظابطُ وَ أشارَ بيدهِ للطفلِ كيْ يبتعدَ عنْ طريقهِ غيرَ أنَّ الآخرَ إعترضَ.

" أرجوكَ، صدقنِي سيِّدِي...أنَا لستُ أهلوِسُ، إنَّهَا حقيقةٌ...أنَا أعيشُ هناكَ وَ رأيتُهُم يقتلونَ سيِّدةً فِي الحديقةِ الخلفيَّةِ.
أنَا." دفعَ الظابطُ الطفلَ بعيدًا وَ قالَ يزفرُ بإنزعاجٍ.
" هذَا يكفِي.
ماذَا تفعلُ هنَا أساسًا؟ قلتَ أنَّكَ تعيشُ فِي الميتمِ؟ هيَّا إذًا لأعيدكَ، لاَ بدَّ أنَّهُم قلقونَ عليكَ." إستقامَ جيمين سريعًا، خائفًا وَ دونَ أنْ يلتفتَ خلفهُ، إنطلقَ يركضُ مبتعدًا عنِ الرجلِ الذِي شرعَ يصرخُ وَ يأمرهُ بالتوقفِ.

صفرَّ وَ جذبَ إنتباهَ بقيَّةِ زملائهِ ليصبحَ الآنَ ملاحقًا منْ دوريَّةِ شرطةٍ.
كانَ يركضُ سريعًا، مثبتًا نظرهُ علَى الطريقِ أمامهُ، قبلَ أنْ يشعرَ بشيءٍ يكمِّمُ فمهُ وَ يسحبهُ لزقاقٍ فارغٍ.
" إبقَى هادئًا."