لقد كانت مُجرد لُعبة سخيفة، تراهات مراهقين في ساعة متأخرة من الليل..
ما الذي حدث في هذا الشهر لتتغير حياتنا وتنجرف إلى مصيرٍ أخر بهذا الشكل؟
بدأت في منتصف الشهر الخامس من عام ٢٠٢١م.
وانتهت في أوائل الشهر السادس من عام ٢٠٢١م.
Cover by: alethya
كل ا...
بعد مرور ساعتين، نزل الجميع من الحافلة وبعد الكثير والكثير من الإرشادات قاموا بتسلق الجبال وأخذ الكثير من الصور سويًا، وحينما غربت الشمس، ركب الجميع مجددًا في الحافلة حتى يذهبوا لمكان التخييم.
***
الموسيقى عالية كأنها منبعثة من الهواء، الأجواء لطيفة ومفعمة بالحياة، الجميع يرقص ويغني وبعضهم يعزف أيضًا، كانت المجموعة تمر بهؤلاء المراهقين، والجميع يفسح لهم الطريق، حيث كانوا تسعة أشخاص!
إنها مجموعة كبيرة بحق، في الأصل كان من جمع بينهم نايل حيث أنه كان صديق سيلينا المقرب في المدرسة الابتدائية، وكان جارًا لهاري ولوي، وكان لوي يعرف ماريان عن طريق كلير والتي تكون صديقة حبيبته هيلين، والتي كانت زميلة زين في تدريب العزف حينما كانوا صغارًا، وأما عن ليام فقد انضم لهم بسبب چاك الذي لم يعد موجودًا معهم الآن ولا أحد يعلم حقًا سبب اختفاؤه.
«حسنًا، كنت أفكر أن نذهب ونساعدهم في الشوي ولكن من يهتم، لا أريد أن تتسخ ملابسي وتمتلئ برائحة الفحم وكأنني قطعة من اللحم المشوي!، أفضل أن آكله فقط» كسر ليام ذلك الهدوء، ليوافقه الجميع.
«ولذلك..» صاح لوي وقد قام بتقليد صوت الطبول حينما طرق على الطاولة الخشبية أمامه عدة مرات، «قررنا أننا سوف نلعب القليل من الألعاب المسلية ونتركنا من التلك الحفلة المملة» أكمل نايل وهاري في نفس الوقت، لينظر لهم زين وكأنه ليس مهتمًا ولكن في الواقع هو يرقص كالبطريق بداخله، هو فقط يحب أن يتصنع دور رجل المافيا ولكن في الحقيقة هو تافه ووالدته تعلم بذلك!
«حسنًا لست معجبة بتلك التراهات ولكن لنرى» سخرت منهم هيلين، جلسوا جميعًا في شكل دائرة ووضعوا زجاجة في المنتصف، «أوه انتظروا، لا تخبروني أننا سوف نلعب تلك اللعبة المعاقة حينما تتوقف الزجاجة عند اثنين ويقبلا بعضهما، هذا مقرف!» اعترضت سيلينا، لينظر لها الجميع باستعجاب.
«هل تعرفين سيلينا؟، هناك قصة مضحكة حقًا.. أن نفس ذات اللعبة المعاقة التي تقولين عنها هي التي جعلتكِ تقبلين چاك الفتى المذهل الذي كنتِ معجبة به وأيضًا جعلتكِ حبيبته! أنتِ ناكرة للمعروف يا فتاة!، كما أننا لن نلعب تلك اللعبة» أجابها لوي لتنظر له الفتيات نظرة قاتلة وكأنهم يخبروه أننا كنا على وشك أن نشغل بالها عنه وأنت مثل الضفدع الغبي ذكرتها به مجددًا!
«أيًا يكن، تلك هي حقيقة أم تحدي، تسير اللعبة أنه حينما تتوقف الزجاجة عند شخصين، يسأل الشخص الموجه له جزء الغطاء ويجاوب الشخص الآخر، سواء أراد حقيقة فسوف يسأله الشخص سؤالًا ويجب أن يجاوب عنه بصدق، أو اختار تحدي فسوف يتحداه أن يفعل أي شيء ويجب أن ينفذه» شرح ليام لهم، «وكأننا لم نعرف هذا مسبقًا ولم نلعبها مئة مرة!» تذمر زين، لينظر له ليام بسخرية ويبدأ الجميع في اللعب.
***
«حسنًا، هيلين حقيقة أم تحدي؟» سأل لوي الفتاة لترد عليه قائلة «تحدي، عزيزي»، «أتحداكِ أن تذهبي لأي فتاة هنا وتفتعلي شجارًا معها، مثلًا أنها صديقتك وقد قامت بخيانتك أو تحدثت عنكِ، هذا مشوّق، أتمنى أن تحرجكِ أمام الجميع»
«من دواعي سروري، تبًا لك» أردفت بجملتها الأولى، وهمست بالثانية، استقامت ورتبت ملابسها وذهبت لفتاة عشوائية، قامت بصفعها حينما كان تقف مع مجموعة من الناس.
«أنتِ يا حقيرة، كيف تفعلي ذلك بي!، لقد وثقت بكِ وأنتِ فقط دمرتي حياتي، أتمنى أن تموتي غرقًا» صرخت في وجه الفتاة التي تقف والصدمة تعتلي ملامحها، «أعتذر حقًا، ولكن هل أنتِ في وعيكِ؟ أعني هل أنتِ على دراية مع من تتحدثين؟» ضمت يديها وتحدثت معها بنبرة ساخرة لتنفجر هيلين من الضحك أمامها هي والمجموعة ولا تعرف ماذا تقول.
«حقًا حقًا أنا آسفة، أنا لا أعلم ما أقول لكِ، لقد كنا نعلب منذ قليل، وكان هذا مجرد تحدي سخيف فقط وأعتذر عن الصفعة أيضًا» أجابتها هيلين بخجل وأشارت على أصدقائها في الخلفية.
«لا يهم» أدارت الأخرى عينيها وحولت اتجاه نظرها ذهبت هيلين لهم بحرج، «أفكر أن ندعوها هنا لتجلس معنا؟»
«بالطبع» رد الجميع، لتذهب هيلين وتدعوها، وافقت الفتاة وذهبت معها، «مرحبًا» رحبت بهم لينظروا لها جميعًا، «نعتذر عن ما حدث منذ قليل بالمناسبة»
«لم يحدث شيء» ابتسمت هي، «ما اسمكِ؟» سألها هاري لتنظر إلى مصدر الصوت، «ليليا، اسمي ليليا»
***
مرت حوالي ساعة، بنفس الوضع بعض الأسئلة السخيفة التي لا تنتهي، وبعض المشروبات المريبة التي قدمها الناس لهم، وحينما دارت الزجاجة مجددًا، توقفت عند سيلينا وليام.
«حقيقة أم تحدي يا فتاة؟»
«هل هذا سؤال!؟ تحدي بكل تأكيد فالحقيقة للجبناء»
«هكذا إذًا؟ فلنرى من الجبناء، كما تعلمين أنتِ لا تواعدين أحدًا، وزين أيضًا، لذا لما لا تتواعدان لمدة شهر بدون التزام أو مشاعر، فقط مواعدة تعلمين، ليلة أفلام أو عشاء رومانسي، ما رأيكِ؟»
«وها قد أصبحت اللعبة مشوقة بالفعل» صاح زين من الناحية الأخرى.
«وإجابتي هي الموافقة بكل تأكيد، من قد ترفض زين في أي وقت؟»
*** يُتبع.
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
