-الفصل الثاني، معركة-

6.1K 248 98
                                    

-الفصل الثاني، معركة-

_ دي مش اللي شوفتها.. مش دي اللي عايز أتجوزها!

زمجر بها عامر بغضبٍ شديد فنظر الجالسون له بنظراتٍ تتفاوت بين الاستغرابِ والتوتر والشماتة، أردفت فتحيّة بقلقٍ واستنكار من قوله:

_ إزاي بس يا معلم عامر؟ دي جميلة بنتي وأنا معنديش عيال غيرها!

_ إنتِ هتستعبطي يا ولية إنتِ! إيه بنتك مش عايز تتجوز ابني تقوم تلبسوه فـ صاحبتها على إنها هي! إنتِ فاكرة إننا عالم عبيطة زيكم وإلا إيه؟!

قالتها نوارة وهي تُحرِّك يدها بعشوائية وتتحدث بغضبٍ شديد، وقد رسمت بعقلها سيناريو لفيلمٍ هابط عن رحيلِ العروس، أردفت جميلة بغضبٍ من إهانة والدتها من قبلِ نوارة الّذِي لن تسمح به مطلقًا:

_ جرى إيه يا ست إنتِ! ما تلمي نفسك أحسن لك إنتِ فاكرانا عضمة سهلة، لأ ده أنا أنسِّر اللي فـ رجلي على دماغك لو بس جيبتِ سيرة أمي بالغلط.

غضب عامر كثيرًا فَمَنْ هذه حتّى تهين والدته الحبيبة، فتشدّق بحنق وهو ينظُر للأخرى:

_ إنتِ هبلة يا بت إنتِ؟! إزاي تيجي لك الجراءة وتتكلمي مع أمي كده! ده أنا أقطعك حتت زي البهايم وأبيعك فـ المحل.

_ مين دي اللي تقطعها زي البهايم! فاكر نفسك مين يا أخويا ده أنا...

لم تُكمل حديثها بسبب أمها الّتِي وضعت يدها على فاهها لتمنعها من حديثها الخطأ الموجّه للشخصِ الخطأ، أردفت فتحيّة بخوفٍ واعتذار وهي تنظُر إلى عامر الّذِي ينظُر لابنتها بنظراتِ الكره والغضب، فلو كانت النظرات تقتل لسقطت جميلة صريعة فالحال:

_ بس يا جميلة.. ح..حقك عليا أنا يا معلم، معلش صغيرة وغلطت.

أخذت جميلة تُهمهم من تحت يد والدتها، فضغطت الأم على فاهها بقوة، أردفت نوارة بغضبٍ شديد وهي تنظُر لـ جميلة بازدراء:

_ صغيرة! بقى الشحطة دي صغيرة، وبعدين حق إيه ياختي لمي بنتك وبعدين اتأسفي، بت قليلة الأدب، ما هو أدوّر على الأدب إزاي وهي تربية ست!

إلى هنا ولم تتحمل جميلة الحديث، أبعدت يد والدتها عنوة، وأمسكت نوارة من حجابها مردفةً بصوتٍ جهوري عدائي:

_ بـــقـــى أنــا قلــيلــة الأدب يا وليـــة يا عــقربــة يا أم أربــعــة وأربعيــن والله مـا أنـا عتـقاكِ!

وانهالت عليها بالضربات، أمسكت حجابها وأخذت تسحبها منه بقوة شديدة، حاولت فتحيّة سحب ابنتها لكنها لم تقدر، حاولت سعاد أيضًا لكن لم تستطع نظرًا لتشبُّبث جميلة الشديد بالأخرى، وكذلك عامر الّذِي حاول سحب والدته بعيدًا عن البربرية المتمسكةِ بها؛ ولكنها كانت تتألم كلما حاول سحبها...

تعالى صراخ نوارة، فخرجت ياقوت من الغرفة ونظرت لما يحدث بصدمة جميلة تقف على الطاولة وتسحب نوارة من حجابها بقوة، وتلكمها ببطنِها، يحاول عامر أن يسحب والدته ويصرخ في جميلة أن تتركها لكنها ترفض ذلك فتحيّة وسعاد تسحبا جميلة وكلما سحباها سحبا معهما رأس نوارة اقتربت
ياقوت من جميلة سريعًا، وأخذت تسحبها بقوة؛ ولمشيئة القدر تمكن الجميع من تخليص نوارة من يد جميلة...

ميثاقًا غليظًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن