-الفصل العاشر، شروط الولاء.-
أسبوعٌ مر، وخرج بكر من المستشفى رغم مُحاولات بلاك لقتلهِ ألا أن شروق كانت واقفة له بالمرصاد، وكانت حريصة كُل الحرص عليهِ، وها هو الآن يجلس في حُجرة نومهِ، وتقف أمه بجواره-بعد علمها ما حدث من جميلة عن طريق الخطأ- وعلى الجانب الآخر خالته وجميلة، الّتي لم تهدأ عينيها إلا
بالاطمئنان عليهِ، تحدثت جميلة بابتسامتها الهادئة:
_حمدًا للّٰه على سلامتك يا بكر.
_اللّٰه يسلمك يا جميلة.
_ هو إنتِ يا جميلة عرفتِ إن بكر انصاب إزاي؟!
قالتها شروق ببرود وفي الآنِ ذاته ترمقها بضيق،
فهذا القذر بلاك ضيَّع عليها مُخططها، تحدّثت جميلة بلامبالاة:
_كُنت واقفة معاه وهو بيتصاب.
_وإنتِ روحتِ القسم؟!
قالتها خالتها باستغراب، فأتت جميلة أن تخبرهم بما حدث معها؛ سرعان ما قاطعها بكر قائلًا بغضبٍ شديد:
_آآه أصل الهانم كانت جاية القسم ضاربة واحد!
_ يالهوي! ليه إي اللي حصل؟!
قالتها أمها بصدمة ممزوجة بالقلق وهي تُناظر ابنتها الّتي ترمق بكر بضيقٍ شديد، فتحدّثت جميلة هذا المرة بغضب وقد عَلى صوتها:
_هو اللي اتحرش بيَّ! إي أسكتلُه؟!
_ وإنتِ معرفتيش تصرخي وتقولي مُتحرش؟! وإلا لازم تعملي فيها الشحات مبروك!
قالها بكر بغضب وهو يُحاول الاعتدال أكثر، فقد كان مُتّكئًا على ظهر فراشه، نست نفسها وهي تُردف بغضب:
_آآه الشحات مبروك، مُجتمع عقيم أصلًا أبسط كلمة هتتقال أكيد هي اللي مش تمام أومال ساب الكل واتحرش بيها ليه؟! أو لمسها بالغلط، هيخرّجوني أنا الغلطانة فـ كان لازم آخد حقي بـ إيدي!
بكر بغضب هو الآخر وها قد بدأ نقاشًا حادًا بينهما كالمعتاد:
_نظرِتك غلط، لو قلتِ متحرش كانت الناس اتلـمت عليه وضربته!
أردفت وهي تُناظره بغضب قائلةً:
_ آآه الكلام ده كان زمان أيام لما كان في رجالة بجد، إنما دلوقتِ المعظم مكتوب بالغلط ذكر في البطاقة!
_ افرضي كُنتِ اتأذيتِ يا هانم! كان ضربك وإلا عملك أي حاجة!
قلقٌ ملحوظٌ ظهر في نبرتهِ رغم الغضب المُنبعث بين أحروفه ومن مقلتيه، كان الجميع يُراقب نقاشهم الحاد؛ رُغم ذلك لا يقدر أحد على التدخُّل، وكانت شروق سعيدة وبشدة-فالنقاش الحاد بينهم لو انتهى بذلك الغضب فمن المُحتمل أن يبغضها بكر- كان هذا ما يجول بداخل عقلها، ولا تعلم أن خيوط الحُب تظل عاقدةً محبوبيها ببعضِهما البعض مهما حدث.
YOU ARE READING
ميثاقًا غليظًا
Randomأنا المُطلّقة، نذيرُ الشؤمِ على الجميع، مَن تنظر لها المرأة الأخرى وكأنّها ساقطة داعرة تسعى لأخذِ زوجها، ويراها الرجل سهلةُ المنال، ولا تملك ما تخسره فلا حرج من العبثِ معها قليلًا وكأنّها بائعة هوىٰ، أنا النحس، مَن لا يجب عليها حضور حفلاتِ الزفاف أو...
