-الفصل الثاني عشر، خبرٌ أسود-.

1K 61 4
                                    

-الفصل الثاني عشر، خبرٌ أسود-.

{ولقيتُ حتفي بعدما وقعت في عشقِ عينيها، وقد كانت قرنيتها كفني.}

صمتٌ دام لوقتٍ كثير بعدما قال لهُ بكر عن فعلتهِ وعن كل شيءٍ حدث في هذه القضيّة المتعسرة، تحدّث وهو يبتلع ريقه:

_ محدش لازم يعرف باللي حصل ده.

_ مقابل ما القضية تخلص هقول لـ اللواء، حتى لو كان الموضوع فيه فصلي من شُغلي.

بنبرةٍ باردة
وأعينٌ شاخصة
ونفسٌ زاهقة
قالها بكر وقد أدرك أن بعد فعلته الشنعاء قد انهار عالمه، فتحدّث صديقه بغضبٍ شديد وهو يهب من على مقعده:

_ إنتَ مجنون! هتقول لـ مين!

_ مش هقدر أشيل الذنب وأسكُت، أنا تعبان يا يحيي!

وها قد انهار الجبل الصامد بعدما أسر الجميع
بصموده، وضع وجهه بين راحتي يده مُعلنًا الانهيار، كتم داخله صرخةً مكتومة، كان صديقه يُشفق عليه كثيرًا، كان زميلًا لبكر ولسامح في الجامعة، وقد كانت صداقة بكر وسامح متينة بالفعل، وها هي الآن انتهت تاركةً خلفها قلب يتعذَّب والآخر مات، ربَّت يحيي على كتف بكر بشفقة، لم يكُن بكر في حاجة لأي شيءٍ سواها، ضحكتها قادرة على إزالة ما بهِ من أحزان، هي وحدها لها القُدرة على إبهاجه..

بعد دقائق قضاها بكر فانهيارٍ يحدث لأوَّل مرة
ولأصعب موقف، مسح عبراته بتعب، رغم انهياره لم تقدر دموعه التعبير عمَّا به، تحدَّث صديقه بهدوء:

_ بص يا بكر إنتَ كنت فـ مهمة وكان عشان المُهمة تنجح لازم يكون في خساير...

قاطعه بكر قائلًا بألمٍ شديد:

_ خساير بس مش أنا اللي أبقى مسؤول عنها!

_ سامح مات عشان آلاف غيره يعيشوا، إنتَ مش متخيل كم السلاح والمُخدرات اللي بيدخلوا البلد، والبنات اللي بتتخطف!

قالها بتبرير، فسارع مُكملًا حديثه بعدما لاحظ شرود بكر:

_ أي عملية اتعوّدنا يا بكر إن يبقى ليها خساير، ومن سوء الحظ فـ العملية دي إن الخساير كان موت سامح وعلى إيدك..

_ إنتَ مش حاسس بيا يا يحيي أنا تــعــبــان!

قاطعه بكر مُنهيًا كلماته بألمٍ شديد، لا يشعر مَن حوله بما يحملهُ هو، حسنًا قُتِل سامح؛ ولكن فالنهاية قتله على يد بكر! على يد مَن كان يُضمِّد جراحه، أردف يحيي بقلةِ حيلة مُهوَّنًا عليه ولتهدئة تفكيره قليلًا:

_ خلاص يا بكر ابقى قول لـ اللواء بس بعد انتهاء العمليّة.. على فكرة مراتك قلعت السلسلة أنا مبقتش أسمع أي شيء.

_ أنا بقيت واحد منهم وده فـ صالحنا، خُد حذرك عشان محدش يعرف.

_ تمام اللواء عايزك ضروري.

ميثاقًا غليظًاWhere stories live. Discover now