-الفصل السابع والعشرون، يُريد الزواج من أمه!-

606 32 4
                                    

-الفصل السابع والعشرون، يُريد الزواج من أمه!-

مرَّ ثلاثة أيام، تبدّلت بهم الأحوال كثيرة، استمعت فتحيّة لحديث الطبيبة وظلّت مع جميلة دائمًا، تشاطرها ذكرياتهما الجميلة، وذكريات جميلة مع أبيها، كما قصّت لها عن طفولتها أيضًا...

وكان المدعو رشيد يعمل مع عامر، ونقله إلى غرفة في عمارتهِ المشيّدة حديثًا، وتعامل معه عامر بكُلِّ احترام وتقدير نظرًا لقرابة الآخر من أبيه، ولم يدرِ أنَّ الآخر يكيد له المكائد ويحفر له الخنادق كي يتخلّص منه...

كان جالسًا ينظُر أمامه بشرود يفكر فيمَ توصّل إليه، مَن هو؟ سؤالٌ أقبل على عقلهِ كثيرًا حتّى يأس من الإجابةِ عليه؛ نظرًا لعدم توصّله للإجابة، استمع إلى رنينِ هاتفه، فنظر إلى الرسالة التي بعثها له مَن وكّله بالبحثِ عن الفتاة التي رأى صورتها قبلًا، مرر عينه على محتوى الرسالة وتوقّف عن اختفاء شقيقها الذي حاول السفر بطريقةٍ غير شرعية ولم يتم العثور عليه حتّى الآن، نظر إلى صورة الشاب التي تتوافق مع صورته إلى حدٍ كبير رغم اذبلال ملامح الآخر وضعف بنية جسده مقارنةً بجسد الآخر، ألقى الهاتف زافرًا بتشتت شقيقها!
عليه البحث في ذلك جيدًا والتأكُّد قبل الخوض في أي شيء....

نظر إلى ساعة يده وجدها تشير إلى الثانية عشر منتصف الليل، ومن المعلومات التي أرسلت إليه عرف بمكوثها هي وزوجها في عملهما حتى الساعة الواحدة والنصف، إذن أمامه ساعة ونصف للتأكُّد...

ارتدى ثيابه وكذلك القلنسوة كي تُغطي رأسه وتُخفي ملامحه وهبط من شقته، ركب سيارته وسار بسرعة كي يصل إلى بيتِ الأخرى، بعد وقتٍ وصل وركن السيارة بعيدًا عن منزلها، سار حتى وصل خلف البناء، وقفز على أنابيب المياه المعلّقة على جدارِ البناء السكني من الخارج حتّى تمكن من الوصول لشقتها ومن حُسن حظه نسيانها لغلقِ الشرفة قبل الرحيل...

قفز داخلًا الشقة برشاقة، وبحث عن غُرفة النوم، وبعد لحظاتٍ وجدها، فدلف إليها متجهًا ناحية المرآة، حمل الفرشاة الموضوعة على الطاولة، وأخذ خصلة الشعر العالقة بها، وضعها في منديلٍ كان بيده، وخرج مثلما أتى...

نظر للطبيب مردفًا بجدية:

_أريد تحليل Dna لهاتين الخصلتين.

وافق الطبيب وأبلغه بالمُدة التي يجب عليه انتظارها كي يحصل على النتيجة، وعاد إلى منزله ثانيةً، الجميع يسعى لإيقاعه وسفك دمه مثلما سفك دماء الآخرين، شك في بادئ الأمر بأن تلك الفتاة ألقوها عليه كي تقوم بإيقاعه ولكن شعور الأُلفة الذي يحس به تجاهها ينفي شكه، تحليل الطبيب سيُثبت الحقيقة وهذا ما تمنّى الحصول عليه يومًا...

______________________________
التقت السماء بالشمسِ أخيرًا رغم اختفاءها خلف السحاب، استيقظت جميلة من نومها بكسل، ثم سارت ناحية المرحاض مُلقيةً تحية الصباح على أمها نظرت إلى نفسها في المرأة، خفّ تورم مقلتيها عن ذي قبل؛ فالدواء الذي كتبته لها الطبيبة عاونها كثيرًا على النوم بسلام، ولكن رغم ذلك لم تكف الأحلام السيئة عن زيارتها، ترى نفسها دائمًا حبيسة لرجلٍ من أولئك اللذين تربّصوا لها بالسوءِ قبلًا، وترى بكر دائمًا يهرول بعيدًا عنها ويتركها بمفردها رغم صراخها لبقائه، ألقت المياه على وجهها كي تستفيق وشرعت في الاستعداد كي تذهب لعملها...

ميثاقًا غليظًاWhere stories live. Discover now