-الفصل الثالث عشر، القاتلة-.

1K 75 12
                                    

-الفصل الثالث عشر، القاتلة-.

مازالت تشتعل من يوم الرؤية الشرعية، ما زالت ملامحها مُمتعضة لعل ابنها يوقف هذه الزيجة، تجلس أمام التلفاز تشاهده بهدوء وجارها ابنة شقيقتها تنظُر أمامها بحسرة، تحدّثت بنبرةٍ واثقة وهي تُربِّت على قدم الأخرى بعدما أخذت حبَّات من "الترمس" لتتناولهم في مرةٍ واحدة:

_ ولا يهمك يا عين خالتِك، هتتجوزيه يعني هتتجوزيه حتى لو آخر حاجة هعملها قبل ما أموت.

_ أتجوزه إزاي بس يا خالتي، دي خطوبته آخر الشهر!

قالتها الأخرى بحزن وقلة حيلة محاولةً إيصال ما تشعُر به للأخرى، أردفت خالتها وهي تُربِّت على قدمها ثانيةً:

_ سيبيها عليَّ أنا، طب واللي خلق الخلق لـ تتجوزيه.

_ يارب.

قاطع خلوتهم دخول عامر الّذي ألقى السلام عليهم، تحدَّثت أمه وهي تُردف لـ هبة:

_ قومي يا هبة سخني الأكل لـ عامر.

_ حاضر.

_ لا خليكِ يا هبة أنا كلت في المحل.

قالها وهو يدخل إلى غرفته، فـ جلست الأخرى بامتعاضٍ وضيق، بعد قليل خرج وجلس جار أمه، أردفت أمه بضيقٍ بان في نبرتِها:

_ والشملولة أبوها قالك عايز الدهب بكام؟

امتعض وجهه من وصفها الغير لطيف لـ ياقوت، فأردف بهدوء بعدما تنهَّد بصوتٍ عالٍ:

_ أبوها مقالش سِعر، ناس أصيلة وشرياني، أنا هشتري اللي يقدَّرها.

_ ويقدَّرها كام يعني؟

_ مش أقل من خمسين ألف.

_ نـــعـــم!

قالتها نوارة بصدمة، فأردف هو ببرودِ أعصاب وهو يتطلَّع إلى هاتفه:

_ واللّٰه هي هتبقى مراتي، فـ كده كده الدهب هيبقى موجود برضو في بيتي.

_ بقى دي عايز تجيب ليها دهب بأكتر من خمسين ألف ليه بِنت بارون ديلة وإلا إي؟ اشحال إنها سودة ومعصعصة!

قالتها بغضبٍ واستهجان وهي تتشنَّج في وقفتها، أنهت حديثها بسُخرية وفمٍ مُلتوٍ، أردف بضيقٍ من حديثها:

_ عجباني ورايدها، وبعدين مش إنتِ اللي هتتجوزيها لا مؤاخذة!

_ ما هي هتعيش مع خالتي برضو يا عامر.

قالتها هبة وهي تتحيّز لجانب خالتها مُحاولةً دعمها بالحديث، فأردف بجدّية وهو يُحادثها:

_ ملكيش دعوة يا هبة، اخرجي إنتِ بره الحوار، الحوار ميخُصكيش أصلًا.

تدرّجت الحُمرة على خدي هبة من حرجِها، فأردفت بنبرةٍ مُنخفضة وهي تنظُر لـ خالتها بحرجٍ مُفرط:

ميثاقًا غليظًاWhere stories live. Discover now