"كارهة الرجال."

855 68 9
                                    

عتاب طفيف، إي التفاعل ده بجد، الإنسان متمرمط دراسيًا وفي الآخر البارت ميكملش ٥٠ ڤوت رغم إن القُرّاء أكثر من ٤٠٠! والله شيء يزعل وبيخليني أمتنع عن الكتابة، يعني في ظل ما الدراسة مبهدلة الإنسان بكتب وفي الآخر مفيش أي تفاعل كده! والله مخي بيقولي وقّفي الرواية بس بقول بلاش عشان اللي بيتابعوا، ڤوت وكومنت مش هيأثر في شيء بل هيحفزني إني أكتب..
فـ متبخلش يا عزيزي بالڤوت..
الجديد هينزل لما ألاقي ١٠٠ ڤوت بإذن الله.

_____________________

"الفصل الحادي والعشرون."
"كارهة الرجال."

وقفت أمام باب المنزل بتوتُّر، تتنفّس بسرعة وهي تشعُر أنها مُقبلة على حربٍ ضد دولة صعبة الاحتلال، أمسكت حقيبتها المتدلية على كتفها، ومسحت وجهها بظهرِ يدها، انتشلتها أمها التي ربّت على كتفها بابتسامة قائلةً:

_تعالي أوصّلك شوية، كده كده رايحة أجيب شويّة حاجات.

لم تكُن فتحية ذاهبة لأي مكان، ولكنها شعرت بتذبذُب ابنتها، وخوفها من المضي قدمًا، لم تنسَ رد فعلها وقتما أخبرتها بتعبِها وعدم قدرتها على العمل، تشتت نظرات الأخرى بخوف وصدمة _فرغم قوّتها الماضية ألا إنها انتُزِعت منها، وهُدِم كل ما بنتهُ_فخافت أن يلمسها أحدهم، أو يبدأ بسلوكٍ عدوانيّ نحوها، حفّزتها فتحية بصعوبة الحال وتعسُّره بشدة، وافقت على مضض وليتها لم توافق، فها هي الآن تأبى التحرُّك أو الاختلاط...

أشارت برأسها دليلًا على قبولِها، وسارت مع أمّها، أوصلتها فتحيّة أمام العمارة القاتنة بها "عيادة" الطبيبة، ابتلعت ريقها بخوف، مرّت من أمام حارس العمارة_الذي اعتقد أنّها إحدى حالات الطبيبة، فسمح لها بالدخول بغير سؤال_بينما هي جسّد لها عقلها أنه يقذف بالنظراتِ عليها، وأن نظراته المقذوفة ترغب في تجريدها، فسارعت في خطواتها..

ركبت المصعد وهي تتنفس بقوّة، قبل أن يُغلق باب المصعد، ركبا أبٌ وابنته، ازداد تنفسها، وجسد لها عقلها أنه سيلحق بها الأذى في الحال، فأمسكت بحقيبتها بقوة وانزوت على نفسها، سيئ، سيئ، سيئ، كان هذا ما ردده عقلها باستماتة، شرع الرجل في الاقترابِ منها بصفو نية، بعدما رأى وجهها الشاحب، والعرق الغذير الموجود على جبهتها، أردف وهو ينظُر لها بقلق:

_إنتِ كويسة يا آنسة؟

انزوت أكثر على نفسها، وأردفت بهلع:

_متقربش، لو قربت ه.. هقتلك.

نظرت لها الفتاة بخوف، ومن حسن حظ جميلة انفتاح باب المصعد، خرجت بسرعة منه، نظرت خلفها فرأت المصعد يرتفع إلى الأعلى، وضعت يدها على صدرها وهي تتنفّس بشدة، شعرت بالاغماء قليلًا، ولكنها تجاهلت ذلك...

وقفت أمام الشقة المفتوح بابها، والمليئة بالأفراد، أمسكت حقيبتها وضغطت عليها _وكأنها تستمد منها القوة_ حركت قدمها ودخلت بهدوء، وقفت أمام العاملة التي أردفت بعملية:

ميثاقًا غليظًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن