-الفصل السابع، محاولة قتل-.

5.2K 179 51
                                    

-الفصل السابع، محاولة قتل-.

وها قد أعلن الليل أن يتوّج السماء بظهورهِ فيها، فقد كان كالملك وحوله النجوم كأنَّها حاشيته، تجلس موضعها على الفراش وتنتظر عودة زوجها الّذِي تأخَّر وبشدة، أمسكت هاتفها واتّصلت بهِ لتعلم ما السبب وراء تأخيرِه، وبعد وقتٍ أجاب زوجها مُردفًا بنبرة حنونة أذابت قلبها:

_ إيه يا قلبي إنتِ كويسة؟

_ آه يا حبيبي بس إنتَ اتأخَّرت أوي! مش قُلت هتيجي بدري.

قالتها بقلق وهي تقضم أظافرها وبدأ الشيطان يوسوس لها أنّه من المُمكن أن يكون مع جميلة الآن، تحدّث هو بنبرة معتذرة هادئة:

_ آسف يا روحي بس ورايا شُغل مهم جدًا واحتمال كبير أتأخَّر.. إقفلي الباب عليكِ كويس وكُلي عشان متتعبيش.

قليلٌ مِن الاهتمام قادر على إزالة شكوك محفورة داخل القلب منذُ سنوات، ابتسمت بحُب على اهتمامهِ بها وتحدَّثت بنبرة هادئة:

_ حاضر..تيجي بالسلامة يا عيوني.

أغلقت الهاتف معه ناظرةً إليهِ بعشق، ها هو زوجها يعود كسابق عهدِه، كأيَّام الخطبة تمامًا، القليل مِن الحُبِّ قادر على جعلها تعشقهُ بشدة، نظرت إلى ساعة الحائط بقلق الّتِي أشارت إلى الساعة " 7 " والّتِي تُعادل الساعة العاشرة بتوقيتِ أفغانستان.

أخرجت تِلكَ الورقة مِن أسفل وسادتِها ودوَّنت الرقم سريعًا وضغطت على زر الاتصال بتوتر؛ فبالرغم مِن أنها قابلت ذلك المدعو بلاك ألا أنها تخاف منهُ، يمتلك نظرات قادرة على التوغُّل داخل الروح لمعرفة ما بها، قويُّ البنية، وملامحه سوداء حالكة تُصارع الليل في سوادِه، وعينهِ الرمادية واسعة، وقامته طويلة للغاية؛ كُلُّ هذه أسباب كانت كفيلة بجعلِها تخاف منهُ، أجاب الطرف الآخر متحدّثًا بلكنتهِ الإنجليزية بصوتٍ غليظ قائلًا:

_what do you want?
« ماذا تُريد؟ »

ابتلعت لُعابها بقلق صوتهُ القوي الغليظ قادرًا على زلزلة شأنها، أجابت بصوتٍ هادئ محاولةً جعلهُ قويًّا قائلةً وهي تنظُر إلى الشفرة الأُخرى المدوّنة بالورقة الّتِي منحها لها والدها:

_A.. I need a king, some slaves need to be discipline
« أ.. أحتاج إلى الملك فإن بعض العبيد بحاجة إلى التأديب»

ابتسم الطرف الآخر واحتسى قليلًا من النبيذ الموضوع داخل كأسه باستمتاع مُجيبًا بنبرة متعجبِّة وهادئة في الآنِ ذاتِه:

_shrouk! Daughter of Kamel and Selena, do you know that you are an exact copy of your mother
« شروق! ابنة كامل وسيلينا، أتعلمين أنَّكِ نسخة مطابقة لوالدتك»

مرّت دقائق وهي ما زالت صامتة تُحاول لملمة شتات نفسها، تحدّث هو بصوتٍ رخيم وهادئ قائلًا وعينه تُدقق في تِلكَ الصورة الموضوعة أمامه:

ميثاقًا غليظًاWhere stories live. Discover now