ذبول الليمونة الخضراء

21 2 2
                                    

     كان في بيت جدي شجرة ليمون كبيرة عند مدخل البيت، اعتدنا اللعب تحتها، ولا أذكر أني رأيتها غير مخضرة أبدًا.
مرَ عقد من الزمان ولا تزال رنات ضحكاته ترن في ذاكرتي، يستقبلنا ضاحكًا مستبشرًا، يمد يديه الطيبتين معانقًا ومسالمًا بعد وضع عكازه الخشبي في أقرب زاوية. يلاعبنا قليلًا ويعود لديوانه، وبعد دقائق معدودة يأتينا ملاطفًا مجددًا.
نحاول قطف الليمون ولا نستطيع الوصول إليه، نقفز ولا نظفر بقطعة غير الثمار الصغيرة القريبة التي لمن تنضج بعد، نجري ونطلب مساعدته ويهبها لنا من غير تأفف أو تضجر، كان بيت جدي وجهة أحلامنا وألعابنا ومسراتنا، تحت الليمونة الكبيرة سمعنا أحلى الحكايا.

     كم أحن لتلك الأيام التي لن تُعاد، ولن تجلب لي ذكراها سوى الألم والفقد والنقص، فبعد تواري جدي الحبيب الوحيد تحت الثرى ذبلت الليمونة ولم يعد إلينا من تلك الأوقات سوى صدى ضحكاتنا.
رحمك الله وغفر لك وأسكنك فسيح جناته.

في وداع العشرينات.Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon