الفراغ.

19 2 0
                                    

     لم يمضِ وقت طويل على تخرجي من الجامعة، وبعد أيام قليلة نسيت كل التعب، ولم تعد تهمني الأشياء التي كانت تخفف عليّ آلام دراستي، مارست لفترة بعض هواياتي المهجورة، حاولت إستعادة علاقاتي الاجتماعية ولم يكن الأمر كما تخيلت سهلًا، فلقد فشلت، فأنا بطبيعتي انطوائية لكن مع الفترة التي انقطعت فيها عن الناس - دون إرادتي - أظن أن انطوائيتي ازدادت، فأصبحت لا أتواصل إلا لضرورة ما، ويزعجني كثيرًا عجزي عن تغيير هذه النزعة الجديدة للانعزال. 
ويؤلمني عجزي أمام هذا الكم من الظروف التي لا شيء يمكننه تقديمه بوسعه أن يخفف من وطئتها علي.
     الروتين المتكرر، والعجز عن الترفيه في بلاد أصبح الأمن فيها معدومًا، ركود المخيلة وتصالحي مع هذا الركود، ثم انعدام قدرتي على ممارسة نشاطاتي التي أهرب بها من العالم وأعيش من خلالها، وأخيرًا الفراغ الخانق، كلها أشياء إن لم تخترها ستقتلك. ولكني أعتقد بأنه لدي خيار في هذا الأمر، ألا أستسلم لكل ذلك.

في وداع العشرينات.Where stories live. Discover now