الإبحار بسفينة لا تعترف بالموانئ

38 4 0
                                    

تجربة سيريالية أن يعيش المرء حلمه، بعد خسارة عد المحاولات الفاشلة سعيًا إليه. هكذا فكرت وأنا أتجه نحوك في سطح السفينة العتيقة «عنقاء» الأشرعة البيضاء مضمومة كنوارس ترّيح أجنحتها. الليلة عامرة والنجوم ساطعة، والقمر الشاهد الوحيد على لهونا. والحياة تحيط بنا بحرصٍ كأبٍ يسير مع ابنته الوحيدة.
لطالما تمنيت هذا المشهد، في هذا المسرح الطبيعي جدًا ذي المؤثرات الساحرة والأكثر حيوية.

أهوى السفن، تفتنني هياكلها والطريقة التي تبحر بها بكل يسر وحرية وكأنها طير جُبل على التحليق. نحو فجر جديد وبلد فريد، نجول بلا هموم ولا تستوقفنا الموانئ إلا نادرًا لضرورة فقط، فقد وهبنا حياتنا للبحر والترحال، ونسينا موضع أقدامنا على الأرض ومحى التراب آثارنا منذ زمن، فلا تنزل المرساة؛ لأني معك أشعر أن قلبي ممتلئ وأمنياتي متحققة.

في وداع العشرينات.Where stories live. Discover now