نازحٌ في بلادي

26 1 4
                                    

    لم يخطر على بالي يومًا أني سأعيش حربًا، أن أجرب النزوح والتهجير، دائمًا كنت أتألم وأغض نظري عن الوجوه الحزينة في الأخبار، كنت لا أحبذ رؤية الألم وما زلت، لكني أتعايش معه الآن ويبدو وجهي مكسوًا بحزن في بداية موسمه. ولكن بفضل الله ولطفه لم أفقد الأمل بعد.

    كنا على وشك الرحيل، تملكني شعور لم أستطع وصفه أو الإمساك بطرفه كي أهزّه وأتعرف عليه، الشوارع المزدحمة خالية تمامًا، والمحلات التجارية مهجورة، حتى أنوار الشوارع مطفئة، المدينة التي عشت فيها لم أتعرف عليها في ثوب حزنها، الخرطوم صارت مدينة أشباح، وحين التفت لم أجد سوى الفراغ والضباب لأوّدعه. بصعوبة تمالكت زمام أمري وحبست أدمعي. ومضيت في رحلة غير سارة إلى مكانٍ نتمناه آمنًا.

في وداع العشرينات.Where stories live. Discover now