أمنياتي لأصدقاء الروح القدامى

14 1 0
                                    

    أكثر ما كرهته في الأعوام السابقة الاختفاء المفاجئ لأصدقاء الإنترنت، منذ معرفتي به وتواصلي فيه لمدة عشرة سنين، صادقت الكثير من بلدان مختلفة وثقافات مبهرة، والشيء المميز في هكذا صداقات أنها مبنية دومًا على التوافق الفكري والاهتمامات المشتركة، فكان لدي أصدقاء مهتمون بالقراءة، وآخرين يهوون الكتابة مثلي، وبعض يحب الشعر والبحث عن معاني المجاز، وقليل ممن يحب الأغاني والموسيقا بكل اللغات ويطرب بمعاني الأغنيات عوضًا عن الألحان، هناك أيضًا من جمعني بهم حب اللغة وبحورها واسعة الجمال.

    نتواصل فترة كل يوم ولا نطيق الابتعاد، وفي فترات تمر أشهر بلا أخبار أو إنذار بالغياب، لكنها تعوض بظهورهم مرة أخرى باشتياق جارف وحكايا من حياتنا الواقعية.
لكن الأسوأ كان الاختفاء بلا عودة، وحذف الحسابات، وبالتالي محو أي سبيل للتواصل، أجد لهم العذر، فالحياة متقلبة وغير متوقعة على الإطلاق، وحدود علمي مقصورة ولا أدري عن ظروف حياتهم، وعندما يحدث هذا الاختفاء، أحزن حقًا وأحيانًا تزورني نوبة اكتئاب وأهجر حساباتي أنا الأخرى لأنها تذكرني بهم وبغيابهم.

رغم هذا، وبصدقٍ من أعماق قلبي أدعو لهم بتحقيق ما يصبون إليه، أن ترمم من تود التحليق أجنحتها وتطير إلى حريتها المنشودة، وأن يزاح الضباب عن عقلها فتبصر حقيقة الإيمان. وأنه مهما عانينا سنلمح بصيصًا من نور الهادي يخبرنا بأن هذه المعاناة مصيرها إلى زوال، وأن النهاية تستحق كل الألم والدموع.
أن يصير هو كما أراد دومًا، أديبًا لا يندب وحي قلمه ولا يذبل، أن تملأ السعادة أيامه ويلون الرضا حياته. وإن شاء أن يسعدنا بوصاله فسأكون ممتنة جدًا. دمتم بخير ووئام أصدقاء روحي.

في وداع العشرينات.Where stories live. Discover now