تحت السماء الزرقاء اللانهائية

215 13 6
                                    

في زمان جميل ومكان منير، أتخيل أني استيقظت سعيدة في صباح واعد، كان فيه للأشياء معنى عميق، كأشعة الشمس الممتدة كأيدي محب دافئة تتحسس خدي، والجمادات المحيطة بي كأن الحياة قد بُثت فيها فأشرقت ألوانها ولمعت كثغر مبتسم.
أخرج ثوبي الأحمر المميز وأتزين بهدوء وأواري باب بيتي الصغير، ثم أسير في طريق حية تنتعش بالأمل وتحيي نبضًا سعيدًا يهتف بحماس: يا الله بارك هذا الصباح!

البحر واسع وأشد زرقة من أي وقت مضى، يمتد إلى نهاية لا يدركها بصري لكني أتخيلها حيث يندمج مع السماء اللامحدودة الدافئة، كم هما متشابهان! في الزرقة والاتساع وكوجهة للضياع والسفر.

وحيدة ممتلئة بنفسها، لا يعنيها ضجيج العالم، ولا تؤرقها التيارات المتسارعة، تشعر أنها لا تنتمي إلى هذا البعد، وبقدر صحة الشعور وقوته ليست متيقنة إلى أي العوالم تنتمي، ويحمل المد الجديد همسًا بعيد
ينتمي المرء إلى نفسه وحسب...

قدرتي على حمل نفسي وإسعادها ضعيفة جدًا لكني أحاول، وماذا يتبقى للإنسان عندما تنتهي المحاولات؟ يتكرر السؤال في عقلي في لحظات الفشل... والملل والعدم.
أفكر لو أن الحياة بقصر الضحى، لو نحترق في ثوان معدودة ونضيئ كلون برتقالي خامل ثم نتلاشى كالصيف بلا أثر، ثم نولد من جديد من بقايا الرماد في فجر يوم موعود.

ما بين الولادة والوفاة قد يعيش المرء قليلًا، وكثيرّا يتمسك بالبقاء في متاهة سرمدية، عذوبتها اللحظية تنسينا عمرًا من المرارة.

هذه التخيّلات الحالمة ما يتبقى لي عندما تنتهي محاولاتي، عند الهرب من الشمس الحارقة والأرض الكاتمة. يا الله أهناك ربيع في آخر المطاف؟

في وداع العشرينات.Where stories live. Discover now