بارت 3

3K 186 2
                                    

بعد مدة كانت تجلس في حافلة الرحلة وبالتحديد في آخر كرسي رغم وصولها مبكراً لكنها تكره الجلوس في المقدمة وبشدة.....

الدكتور يلقي على مسامعهم التعليمات التي يجب أن يلتزموا بها في ذلك المكان بينما هي غير مهتمة بتاتاً حيث أنها كانت تكتب بسرعة شديدة على كيبورد هاتفها حول رحلتها المفاجِئة لصديقتها ريتا....

فهي من كثرة حماسها نسيت إخبارها وها هي الآن مضطرة لمصالحتها خصوصاً أنها تذكرت بعد أن راسلتها صديقتها تستنكر فيها عدم تحدثها معها البارحة وعدم وصولها للجامعة إلى هذه اللحظة.


قرأت بعيناها جيداً الشرح المفصل الذي كتبته لها كمبررات لعدم إخبارها بالأمر وما إن تأكدت مِنْ خلو الكلمات مِنَ الأخطاء الإملائية وبه الكثير من الاستعطافات هي أرسلته وأغلقت هاتفها تزامناً مع اختتام الدكتور لكلامه بأنهم يحتاجون ثلاثة ساعات للوصول وسماعها لهذا الوقت الطويل جعلها تعيد رأسها للخلف وتغمض عيناها....

رغم أنها استيقظت قبل مدة من النوم لكن مزيد من الراحة لا تضر... صحيح؟! بالإضافة إلى أنَّ النوم ليس شيئاً يشبع منه الإنسان!!


فكرت بهذه الحجج الواهية في داخل عقلها متغاضية عن أنها كيس نوم متنقل في بعض الأحيان..... شيئاً فشيئاً وبدل أن تشعر بالراحة في نومها الهانئ ضغط خانق شعرت به يضغط عليها.... الهواء كان صعباً استنشاقه على رئتيها وهذا جعلها تستنكر الأمر وهي تفتح عيناها لتقابل ذلك السواد الذي يغطي المكان.


خيالات وهمية لأشخاص حولها جعلها تدرك أنها في كابوس!!! بالطبع لن يكون حلماً أو حقيقة فهذا المكان الذي ظهر فجأة في المنتصف تحفظه عن ظهرِ قلب.


ابتسامة باردة شقت شفتيها.... منذ زمن لم تحظى بأي كابوس لهذا المكان لذا لماذا الآن؟! راقبت بدقة كيف هذا المبنى الأسود والأشبه بالسجن لا يوجد حوله سوى صحراء قاحلة....

ليست قاحلة فقط بل خاليه من أي مظهر يدل على وجود الحياة حتى من النباتات الشائكة  وبعض الحيوانات الصحراوية الذي من الطبيعي وجودها هنا سواء قريبة أو بعيدة.... لكن لا شيء ولا يوجد صوت أيضاً!!!


لم تظهر شيئاً على وجهها الجامد فهي أقوى من أن تتأثر بماضٍ غبي هزمته منذ سنين أو بالأحرى هي هدمت هذا المكان وأخرجت من يستحق وبصعوبة استطاعوا النجاة....

لا تعلم ما المعجزة التي حصلت وقتها لتجدهم قافلة غريبة الأطوار حول مكان محظور التواجد فيه كما أخبروهم.... ربما فضولهم أو مشيئة القدر لتعود للعيش وسط عائلتها من جديد.


تقدمت بخطوات قوية ناحية البوابة التي انفتحت من تلقاء نفسها.... هي فقط ستجاري هذا الكابوس المزعج إلى أن تستيقظ من غفوتها هذه.... ضوء ساطع جعلها تضيق عيناها قليلاً ورائحة الدماء قد لفحت أنفها بالكامل.

لعبة الزمنWhere stories live. Discover now