بارت 7

2.8K 163 21
                                    

نيرمين باستغراب وهي تشاهد تحركه بطبيعية: حسناً مفهوم لكن لماذا أنتَ تتحرك بشكل عادي؟! وجروحك ألا تؤلمك؟!

لم يكد يجيبها حتى فُتِحَ الباب وظهرت منه فتاة أقل ما يقال عنها جميلة.... بملامحها البريئة والطفولية وشعرها الأشقر وعيناها الزرقاء وبشرتها البيضاء بحيوية عكس بشرة نيرمين الشاحبة وقوامها المثالي.

الفتاة باستنكار: من أنتما ؟! وماذا تفعلان في بيت جدي؟!

فتاة وشاب في مكان واحد وبدون أي شيء رسمي سيثير بلبلة تافهة الآن هو في غنى عنها لذا توجه ناحية نيرمين وأمسك يدها ليردف ببرود: نحن زوجان انقطعت بنا السبل خصوصاً بعد أن أصابتني بعض الحيوانات المفترسة من الغابة فقررنا المبيت هنا وكما ترين قررنا المغادرة عند حلول الصباح.

استنكرت نيرمين فعلته وكادت تعترض لكنَّه أشار لها بعينيه كي تتماشى بالدور لذا وجدت نفسها تتمسك بيده جيداً وتردف برقة: أجل وها نحن مغادرين الآن، أنهت كلامها حاملة حقيبتها لترتديها لكنه تناولها منها عندما لاحظ ثقلها عليها.

الفتاة وهي تلوي شفتيها بعدما لم ترى أي شيء بالمكان مدمر: حسناً. ... أرجو أن تصلا بسلام.

أومآ لها ثُــمَّ خرجا من الباب بعدما تنحت جانباً وعندما ابتعدا عنِ الكوخ وبدآ يتعمقان بالغابة فكَّت نيرمين يدها منه وأردفت بانزعاج: هيا أعد لي حقيبتي لقد ابتعدنا عنِ المكان.

لم يكلف نفسه عناء النظر لها.... فقط كان يحدق بالأرجاء كي يخرجا من هذه الغابة....

وعندما توقفت عنِ المشي منتظرة رده على طلبها تكلَّم ببرود: إنها ثقيلة عليكِ وبالنسبة لي خفيفة فأنا لم أرتديها لأجلِ تلك التمثيلية... إن بقيتِ في مكانك لا أشكُّ بأنَّ هناك أفعى كبيرة بالأرجاء لن تقصر في أكلك كوجبة شهية له.

حدقت بالمكان برعب ولوهلة تذكرت رهابها الوحيد ومصدر  خوفها الأفاعي  لذا لحقت به بسرعة وأمسكت بيده من دون وعي منها لتردف بدرامية: حسناً أخرجنا بسرعة من هنا فأنا لا أزال صغيرة على الموت ولم أجرب يوماً قتل الحيوانات.....  حتى دب الصباح هربت منه!!!

نظر بطرف عينه إلى يديهما المتشابكة قبل أن يبتسم بداخله بخفية ويشد على يدها ولا ينكر أنَّ هذا الشعور أعجبه.

وعندما شارفا على الخروج من الغابة تكلمت نيرمين بهدوء: بما أننا سنبقى معاً لمدة من الزمن نحنُ إلى الآن لم نتعارف!! أنا لا أعرف اسمك وأنتَ لا تعرف اسمي.

هل سيخبرها باسمه؟ بالطبعِ لا.... ليس الآن على الأقل.... أقل انفعال منها ستدمر خطته لذا أردف بهدوء: اسمي زيوس.

نيرمين بمرح: زيوس اسم جميل.... وأنا اسمي نيرمين.
انتظرت إعجابه باسمها كما فعلت له لكنَّه لم يتكلَّم حتى!!! تشك بأنه مهتم ولم يتكلَّم مجاراةً لها وهذا جعلها تشعر بالغيظ منه.... وما إن خرجا من الغابة أرادت سحب يدها من يدها إلَّا أنَّه لم يتركها بل شدَّ عليها كي توقف يدها عنِ الحركة.

لعبة الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن