بارت 18 (2)

2.3K 148 9
                                    

ظنَّت كلير أنها ستنفعل... ستغضب وتجن!!! ثُــمَّ ينتهي الأمر في وضعها بالسجن لرفعها صوتها وعدم الاحترام.... أو التدمير والضرب كأشرس وأقوى خيار!!! بالطبع هي ستسمح لها بضربها قليلاً كي تثبت التهمة عليها جيداً وتضمن سجنها لفترة أطول لكن الذي فعلته كان غير متوقع بتاتاً حيث نطقت بعدم مبالاة: حقاً؟!

استغربن جميع المحظيات حيث يقارب عددهن إلى العشرة من إجابتها وردة فعلها الباردة بينما كلير نطقت بعدم تصديق: ماذا؟! لماذا أنتِ هادئة هكذا؟!


نيرمين ببرود وملامح وجهها أصبحت خالية من المشاعر: بالأساس لماذا سأنفعل على شيء تافه كهذا؟! عندما يأتي دور الكفاءة في العمل هل سيشاهدون عمل عيناك؟! لا... مهما كان لونهما مشؤوماً لماذا إخوتي الجميلين سيبتعدون عني وهم يملكون نفس لون عيوني وكذلك والداي؟!


توقفت عنِ الكلام قليلاً لتضحك بسخرية ثُــمَّ تابعت: يا لتفكيرك المتحجر أيتها العجوز!!! إن كان لون عيناي سيكون عائقاً فربما أمام زواجي.... لا حتى الذي سيتزوجني سيحبني بمساوئي قبل محاسني لذلك من الأفضل لكِ أن تصمتِ!!

لا يعلمن سبب تجمدهن في مكانهن فهالتها وحضورها يشابه حضور الملك.... لا إجابة صدرت من كلير حتى التي عجزت عنِ الرد.... وسؤال واحد يدور في عقلها: هل هي تشعر بالعجز عن الرد عليها بسبب عينها التي تشبه عين ملكهم فعلياً في حدتها أو أنها على ما يبدو مشابهة لملكهم لذا استطاعت التكيف معه؟!

عندما رأت نيرمين تجمدهن هذا ولا رد صدر من تلك العجوز كما لقبتها رسمت ابتسامة بدت مخيفة على وجهها الخالي من المشاعر.... وبنبرة باردة كالجليد نطقت: إن أردتنَّ أن تعشن حقاً وتخرجن من هذا القصر بسلام فلا تفكرن حتى بالعبث معي طوال فترة تواجدي هنا.... ما حصل اليوم سأحاول أن أنساه لكن إن تكرر قد لا أستطيع أن أضمن لكن مستقبلكن أبداً أو بالأصح أن تعشن لليوم التالي!!! أهذا واضح؟!

أنهت كلامها بتساؤل مع تبديل ملامحها للمرح.... كانت لترغب بإكمال تمثيلها ذاك دون إظهار هذا الجانب لكن إن بدت ضعيفة لهن مع مقلبهن الغبي هذا ستنشغل بهن ولن تركز على مهمتها الأصليَّة غير أنها تدرك جيداً أنَّ المحظيات لا شأن لهن فيما سيحصل لاحقاً والذي يتعلَّق بموت الملك....

فلو كانت إحداهن تشكل خطراً ولو بسيطاً لتمَّ تعليق رأسها ورأس عائلتها وهنَّ هدفهن فقط الحصول على مقعد الملكة من خلال إنجاب الوريث له!! لذلك هذا التعامل الصحيح معهن!!!

في البداية شعرن بالصدمة من تبدل ملامحها السريع بعدها تنتحن جميعهن من مكانهن حتى كلير بعد رؤيتهن لنظرتها الحادة ليردفن معاً: أجل واضح!!

أمالت نيرمين رأسها للجانب لتردف بلطف: هذا جيد!!! وأيضاً ليكن في علمكن إن أردتنَّ شيئاً مني فعليكن التفضل بالمجيء إليَّ وليس العكس!!! فأنا مشغولة كما تعلمن!!


فور أن أنهت كلامها غادرت المكان ببرود جاعلةً إياهن يسرحن في خيالهن حول انشغالها.... خصوصاً بعد رؤيتهن لذلك الجانب منها مخيلاتهن بدأت بالفعل بتخيلها تعذب وتقتل عكسها هي التي خرجت من عندهن ولم تعلم ماذا ستفعل وأين ستذهب بالفعل.... لكن عندما تذكرت أمر الطابق الثالث قررت الصعود لرؤية ما فيه.

وعندما صعدت بفضول لتراه وجدته مجرد طابق عاديَّ من غرف النوم التي به والزينة الرسمية يبدو أنَّه مخصص للضيوف لذلك نزلت للأسفل بهدوء مع فكرة واحدة دارت في عقلها ألا وهي

" لا بُدَّ أنها ضيفة مميزة كي تأخذ جناح من الطابق الثاني بالفعل"

وركزوا رجاءً على كلمة جناح لأنَّ الطابق الثالث كان مليئاً في غرف نوم مع غرفة أخرى صغيرة للجلوس فقط.... كما لو أنه أقرب إلى أن يكون غرفتين متصلتين ببعضهما فقط.

وقفت عند درج الطابق الثاني محتارة ما هو الذي ستقوم به الآن ولا زال الجو باكراً حتى الفطور بدأن الخادمات بتجهيزه الآن حسب ما رأت من خادمات يتحركن هنا وهناك وبأيديهن الخضار واللحم والفواكه والمواد اللازمة متجهات إلى المطبخ الواسع.

أعادت نظرها للخلف على الممر الذي بالنصف لتقرر العودة إليه... حسناً مهما كانت مكانتها بالنسبة له فهي بعيدة كلَّ البعد عن أنها مجرد شخص عادي!!

توجهت ناحية مكتبه لتدخله بهدوء.... بالطبع استغرب كاليوس من مجيئها مجدداً فلقد بدت كما لو أنها انزعجت من عدم إجابته ولن تعود.... لا الذي أثار استغرابه بشدة أكثر من هذا هو دخولها عنده بهدوء هكذا عكس الدخول الصاخب الذي اعتاد عليه في السابق!!!

ضيقت نيرمين عيناها وهي تقف عند الباب لتردف بعبوس: لا تنظر إليَّ هكذا.... هيَّا عليك مصالحتي على إجابتك برفضي وإلَّا لن آتي إليك مجدداً وسأبحث عن أحد آخر غيرك أزعجه يومياً.

كاد يشير كاليوس إلى نفسه باستنكار عن متى نطق بالأساس لكنَّه تمالك نفسه وقرر جعلها تسمع ما تريد.... رغم أن الأمر يزعجه أن يكون بالنسبة لها مجرد صديق لكن سيكتفي بهذا الآن ولاحقاً سيكون أكثر من ذلك!!

هذا ما فكَّر به بنفسه ليردف ببرود: حسناً.... نحن أصدقاء بالفعل.... أساساً هل رأيتني سمحت لأحد بالدخول لمكتبي الخاص غيرك أنتِ باستثناء مساعدي؟!

نفت نيرمين برأسها على سؤاله لتردف: آه لا أحد.... أجل معك حق نحن أصدقاء!!

أنهت كلامها بابتسامة لتعود للأريكة التي تجلس عليها يومياً بينما عاد كاليوس لأوراقه وهو يشعر بشعور أفضل من قبل عندما خرجت من عنده.... ربما لأنها عادت إليه من جديد خصوصاً أنه اعتاد على وجودها.

_ البارت بأكمله  ١٨٤٠ كلمة 🌸✨.

_  استمتعوا بالقراءة 💗🌷.

_ هناك بارت آخر بالطريق....  ربما سأنشره بعد بضعة ساعتين وسيكون طويلاً للغاية وربما حماسياً أيضاً 😂😂.

لعبة الزمنWhere stories live. Discover now