بارت 16

2.4K 166 8
                                    

رفعت رأسها بحذر لترى أنه هنا بالفعل.... التقت عيناها المرتبكة لوجوده في عيناه الباردة... أصبحت تـشعر بوعيها يقل لذا أردفت: أياً كان... لا تهتم للهراء الذي سأقوله لاحقاً وساعدني في الذهاب لجناحي الآن وبسرعة!!

فور أن أنهت كلامها تعثرت في مشيها وكادت تقع على الأرض لولا أنه أمسكها في اللحظة المناسبة.... كان يقطب حاجبيه من رائحة الدماء التي تفوح من يديها....

قرر سؤالها على الأقل سبب هذه الرائحة لكنه عندما نظر إليها بدت كأنها غير واعية حقاً.... خداها اللذان تحولا للون الأحمر جعله يشكُّ بأنها شربت لكنه سرعان ما نفى فلا رائحة للنبيذ تفوح منها كما أنَّ أنفاسها منتظمة!!

نظر إليها مجدداً ليراها تغمض عيناها وجسدها مرتخي!!! هل نامت بالفعل؟! حسناً سيسألها عن الذي حصل عندما تستيقظ.... أمسكها في يده الأخرى لتصبح بين ذراعيه وبشكل مفاجئ له تعلقت في رقبته.... توجه إلى جناحها ليرى خادمة تخرج منه وعندما رأته تصلبت في مكانها وشحب وجهها.

كاليوس ببرود: ماذا تفعلين هنا؟!

انحنت الخادمة باحترام وأردفت بخوف دون أن تستطيع تجميع جملة واحدة: أنا... أنا فقط... السيدة كلير... هي فقط ... أنا ألقيت نظرة... هذا إنها...

قاطعها كاليوس ببرود: أخبري تلك المحظية التافهة أنني إذا رأيت شيئاً مريباً الآن في الجناح قطع رقبتيكما أول شيء سأفعله.

استقامت الخادمة بظهرها دون أن ترفع رأسها وأردفت بطاعة وخوف: أمرك جلالتك.

ما إن كادت تفر من المكان لتنجو بروحها فهي حسب ما تعرف أنه أراد قتل ثلاثة خادمات من أجلها قاطعها صوته الآمر والبارد: لم أسمح لكِ بالذهاب بعد!!

الخادمة بارتباك وبدأت دقات قلبها تتسارع: نَـ نـ ... نعععممم جلااالللتككك؟

كاليوس: افتحي الباب.... وليكن في علمك إذا رأيتك هنا في هذا الطابق بالذات سأقطع رأسك مهما كان السبب!!!

الخادمة بذعر: أمرك جلالتك!!،

ما إن أنهت كلامها فتحت الباب وغادرت المكان بسرعة... لا من الأفضل أن تستقيل الآن قبل أن تخبر السيدة بما رأت في جناحها الذي لا يوجد فيه شيء مريب فهي لا تريد فقدان حياتها لأجلِ شيء كهذا.

دخل كاليوس الجناح مغلقاً الباب بقدمه وعندما وصل إلى سريرها ليضعها عليه تفاجئ بها مجدداً تتشبث به جيداً وتدفن رأسها في عنقه مع تـنهدها براحة....

فور أن شعر بأنفاسها الدافئة على رقبته تصلب مكانه مع قلبه الذي نبض بشكل غريب... لم يعلم كيف سيبعدها عنه فهو لم يقترب بتاتاً من النساء حتى والدته.... معظم حياته كانت في ساحات المعارك والتدرب على القتال.... من حين لآخر إذا تفرغ كان بين أكوام الكتب والدراسة!!

لعبة الزمنDove le storie prendono vita. Scoprilo ora