بارت 25

2.1K 138 3
                                    

دكتور المحاضرة بهدوء: وهكذا نسج القدر مبتغاه إلى عصر جديد بفضله.... ورغم تعدد إنجازاته لا يمكننا جمعهن في جملة واحدة حيث بدايتهن كانت عندما أصبح عمره 28 سنة حيث استطاع هزيمة مملكتين وضمهما له ومن هنا بدأ يصبح إمبراطوراً حيث قام بتوحيد جميع الممالك اللواتي حوله ليصلحن تابعاتٍ له سواء كان عن طريق السَّلم أو الحرب.... عقله الذكي الفتاك جعله ينتصر بالمعارك الصعبة بسهولة تامة.... ومع أنَّ شعره ذو لون أسود كثيف وعيناه رماديتان مائلتان للسواد حيث يظهران بوضوح عند غضبه إلَّا أنَّهُ وسيم للغاية.

عدَّل من وقفته واضعاً يده خلف ظهره ويده الأخرى يمسك بها الكتاب بقوة ليتابع بينما عينيه تنظران إلى الحاضرين الذين لم يتوقفوا عن الكتابة عدا نيرمين التي كانت تتظاهر: لديه إنجازات لا حصر لها فهو قد حيَّر جميع العلماء لذكائه ودهائه الحاد بالإضافة إلى قوة بصيرته وثقته بالقليل من الأشخاص ولأجلِ هذا قررنا ترتيب رحلة إلى قصره وضريحه حيث مقبرة العائلة الملكية.

فور قوله كلمة رحلة حدقوا به باستغراب..... وعند إنهائه لكلامه هتفوا جميعاً بسعادة وكأنَّهم كانوا ينتظرون أن يقول الدكتور هذا: متى يا دكتور الرحلة؟! متى ستكون؟!

الدكتور بابتسامة: بما أنَّ قصره مليء بالزوار والسياح بالكاد استطعنا حجز المكان لنا الأسبوع القادم حيث استخدمنا سلطة التعليم له الأولوية.... لو لم نفعل ربما كنا سنزور الشهر القادم عوضاً عن هذا!!!

رفعت نيرمين يدها ليومئ الدكتور سامحاً لها بالحديث لتنطق بهدوء: أعلم يا دكتور أنَّهُ سؤال سخيف لكن من تزوج وكم حصل على أبناء؟!

الدكتور ببرود: أجل سؤالك سخيف آنسة نيرمين!!! لقد تكلمنا عن هذا منذ بداية المحاضرة.... أنتِ اليوم عقلك مشتت!!! ركزي!!! ولأنك مجتهدة سأجيبك........

عندما بدأ بالحديث عن زوجته وأبنائه كما لو أنَّ نيرمين حصل لها تشوش بالرؤيا والسمع وما سمعته بالفعل الدكتور عندما أكمل: ...... وهذه إجابة سؤالك يا نيرمين، رفع يده ليجد أنَّ وقت المحاضرة قدِ انتهى ولذلك غادر القاعة وبيده الكتاب الذي حضر به وبعد ثواني قليلة خرجوا جميعهم بحماس شديد ومرح عكس نيرمين التي شعرت بالثقل خصوصاً مع عدم قدرتها لسماع إجابته.....

حتى عندما ألقت نظرة خاطفة على ما كتبت الفتاة التي بجانبها استطاعت قراءة كل شيء عدا الذي قال الدكتور قبل قليل بدا مشوشاً لها للغاية وكأنَّهُ من غير المفترض أن تقرأه.

بقيت جالسة في القاعة تتخبط في أفكارها يميناً وشمالاً لبضعة دقائق حتى قاطعها رنين صديقتها ريتا..... تذكرت نيرمين نقودها التي جمعتهن بصعوبة لتفتح حقيبة يدها الصغيرة وتجدهن.

ابتسامة بسيطة حطت على شفتيها..... حسناً ستستمتع بهن مع صديقتها كآخر مرة.... ستودع صيقتها اليوم.... وغداً عائلتها وبعد غد ستذهب لجدتها كي تعيدها لذلك العالم والذي هو الماضي.....

لعبة الزمنWhere stories live. Discover now