البارت الثاني

431 14 0
                                    

بعد مرور أسبوع
كل شيئ قد تغير ، منزل هادئ ساكن حزين تشعر وكأن حتي جداران هذا المنزل حزينه علي أصحابها ، بصعوبه بالغه رفعت اهدابها تلك التي تقبع في غرفه أبويها منذ أن تلقت هذا الخبر المشؤوم ، تشعر بتعب في جميع أنحاء جسدها تشعر وكأنها تحيا بلا روح فقد وهبت روحها مع أبويها ، كان ذللك اول صباح تدرك فيه أنها الان أصبحت وحيده فقدت سندها في الحياه.

الآن وبعد انتهاء مراسم العزاء التي استمرت ثلاثه ايام عادت الي الواقع التي كانت تهرب منه بالمهدئات و النوم !

صوت طرقات خفيفه علي الباب أشارت بالدخول فدخلت الداده رحمه : صباح الخير يا بنتي عامله ايه دلوقتي
تيا بعيون دامعه:  تعبانه اوي يا داده وحشوني اوووي مش عارفه ازاي هكمل حياتي من غيرهم انا مليش غيرهم في الدنيا وهما سابوني ياريتني كنت موت معاهم.
وانهارت تبكي في حضن الداده رحمه
شهقت رحمه رابطه علي ظهرها : بعد الشر عليكي يا ضنايا ادعيلهم هما في مكان احسن من هنا و اكيد لما يشوفوكي بتعملي كده في نفسك هيزعلوا منك انتي بقا عايزة تزعليهم ؟
تيا وهي تمسح دموعها بظهر يدها بمشهد طفولي: لا لا خلاص مش هخليهم يزعلوا
رحمه : ربنا يقويك يا بنتي يلا قومي خودي حمام و البسي اكون حضرتلك الفطار
تيا : مليش نفس يا داده
رحمه بحزن مصطنع : كده برضو يا تيا مش عايزة تكلي الاكل الي انا عملته انا بقا كده هزعل منك
تيا مسرعه : خلاص خلاص خاضر هاكل.

خرجت الداده رحمه بابتسامه حزينه علي هذه البرئيه طيبه القلب قائله في نفسها : ربنا يسترها عليكي يا بنتي خايفه عليكي من الزمن يا تيا استرها عليها يا رب.

بعد قليل خرجت تيا من المرحاض واختارت بيچامه غامقه اللون ارتدتها ثم جلست انام المرايه تطلع الي وجهها الشاحب عيونها المنتفخه اثر البكاء ، سحبت فرشاه الشعر وبدأت بتمشيط شعرها الطويل وهي تتذكر عندما كانت تجلس امام امها تمشط لها شعرها بحنيه وهي تقص عليها الحواديت.
فاقت من شرودها علي صوت الباب ودلوف الداده رحمه بوجه قلق : تيا يا بنتي متأخذنيش بس لازم تمشي دلوقتي هبه بنتي بتولد في المستشفي و ممعهاش حد لازم اروح لها دلوقتي
تيا مسرعه: أيوة طبعا يا داداه ربنا يقومها بالسلامه روحي وانا قاعده متقلقيش عليا
رحمه : ماشي يا بنتي ربنا يستر انا حضرتلك الفطار ووصيت نجوي تطلعهولك
تيا : ماشي يا داداه يلا بقا عشان متتاخريش عليها
ذهبت الداده وجلست تيا في غرفتها تقرا القران ليهدأ من نفسها بعد دقائق طرقت نجوي الباب واذنت تيا بدخولها
نجوي بوجه بشوش :صباح الخير يا هانم
تيا بابتسامه هادئه : صباح الخير يا نجوي
نجوي : انا اسفه يا هانم انا المفروض اطلعلك الفطار بس رأفت بيه و عزت بيه تحت وعاوزين حضرتك
تيا باستغراب : دلوقتي ! عاوزني في ايه دلوقتي مقلولكيش
نجوي : لا والله يا هانم
تيا : طب انزلي انت و انا هحصلك

في الاسفل نزلت نجوي و بلغتهم قدوم تيا وذهبت لتحضر لهم القهوه ، في هذا الاثناء رن هاتف رأفت وكان المتصل هو رضا الي دبر حادث مقتل يونس و بهيره
رأفت متأفأف : ده الواد الزفت الي اسمه رضا اكيد عايز يرغي في حاجه عشان ياخد فلوس منا قاعد علي بنك بقا
عزت : متشوفه عاوز ايه احنا روحنا في أيده
رأفت : طبعا اشوفه عايز ايه منتا مش خسران حاجه انا الي بدفع ، انا هطلع ارد عليه برا وانت لو البت دي نزلت متتكلمش في حاجه غير اما اجي
داخل المطبخ نجوي : يووه معقول مخدتش بالي أن البن خلص ايام العزا الناس كتير و مكنتش مركزة أما ابعت رمضان الجنايني يجيب قبل ما الضيوف يزهقوا

بريئة في جهنم🔥❤️ Where stories live. Discover now