الفصل الاربعين

72 7 51
                                    

يقف بشموخ وحيدا امام مرتديا بدلة سوداء كاملة لأول مرة بحياته بينما اشعه الشمس الهادئة قد ابرزت شعره الذهبي مع عينيه ذات عمق البحر و التي كانت بلا روح ضاما يديه امامه،نظر لتلك الصخرة متوسطة الحجم و التي نُحت عليها بدقة اسم مايكل سميث و يقبع تحته تاريخ وفاته و ولادته و عمره و كم عاش بينما كتب بخط واضح

"هنا دفن كل شئ،هنا دفن عالمي"

زفر بضيق ليزح عينه اخيرا عن تلك الصخرة لينظر نحو السماء و تفاجأ من شكلها فقد كانت اختارت الشمس اللون القرمزي حتي تنهي به اليوم مع غروبها و من فوق السماء الزرقاء الصافية و التي لم تكلف سحابة واحدة عناء إفساد ذلك الصفاء متداخلة مع اللون الأصفر بالمنتصف انتهاءا باللون الأحمر خلف الشمس

أعاده ذلك المنظر البهي للاعين خمس سنوات للوراء يوم اخبره مايكل انهم سيعيشون معا و انه بن يواجه مصير اؤلئك الاطفال،وكأن السماء أتت لتخبره هي ايضا بوداعها و كأنها علمت انه قد فارق الحياة في ذلك اليوم تحديدا حتي تأخذ ذلك الشكل و كأنها تعطيه هديه وداعه......

عاودت النظر نحو القبر مرة اخري دون تعابير فقد سُلبت مني روحي وقت اخترق صوت الانفجار طبلة اذني، لا اعلم حتي ماذا افعل او اين اذهب؟ فلا اريد العودة ولا يسعني الهروب من ذلك الجحيم حتي.......

اكان عليك حقا التضحية بنفسك؟ لماذا كان عليك فعل هذا؟ الم نتعاهد أننا سنخبر بعضنا عن كل شئ؟ انا متأكد انك لم تضحي بنفسك بشكل عرضي انا متأكد انا خططت لكل ذلك...ولكن لا يسعني الا البكاء.....

كيف سأمضي قدما من دونك؟ لقد ظننت أننا سنبقي مع بعضنا اكثر من هذا!! بحق الجحيم كيف لخمس سنوات ان تكون كافية؟!! الم تكن تعتبرني ابنك الذي لم تحظي به؟ فكيف آلت لك نفسك بتركي وحيدا؟؟

كنت اكثر من يعلم بحالي حتي...حتي انني تخليت عن البحث عن عائلتي حتي ابقي معك" امسكت رأسي بألم بينما وقعت علي ركبتي بينما دموعي لم تتوقف عن الانهمار و قد كان وجهي ابعد ما يكون عن كلمة طبيعيا ولكن ولكن لم استطع التوقف أردت البوح بكل ما احتفظت به.....

امسكت قميصي بقوة فقد كان صدري يؤلمني..لا بل كان قلبي أردت في تلك اللحظة اقتلاع قلبي من وسط ضلوعي لعلي استطيع استنشاق الهواء بشكل بطبيعي...اتنفس بصعوبة أشعر بالدوار الا ان كل ذلك لم يمنعني من الصراخ بما اريد

لماذا كذبت علي!!! لماذا اوهمتني انني استطيع الوثوق بك؟ لماذا!! لماذا و انا من وثق بك بأول يوم رأيتك فيه لقد كنت ملاذي الوحيد من هذا الهراء الذي كنت فيه فضلت العيش معك في الجحيم عوضا عن الهروب الي الجنة....وماذا جنيت بالنهاية؟؟ تضحيتك بنفسك!!!

القدرWhere stories live. Discover now