القدر

الفصل الثالث والاربعين

وسط آلاف الأشخاص كان هناك رجل محظوظ كفاية ببقاءه علي قيد الحياة فرغم ان من اغلب من مروا بمحنته قد استسلموا فيما عداه هو من وقف امام محنته بشجاعة حتي استطاع الخروج منها بخير

رمش بعينيه عدة مرات وما كاد ان يفتحهما ليغلقهما بقوة بسبب ذلك الضوء الذي وجده بوجهه،انتظر بضع دقائق ليفتحهما مرة اخري وينظر بأرجاء الغرفة

لتستقر عيناه علي تلك التي سقطت نائمة علي حافه سريره دون الاهتمام لبرودة الطقس او اي شئ فقط بقالها بجانبه ما جعلها تشعر بالاطمئنان لدرجة النوم

مد يده لتمشي علي شعرها بحنان ورفق حتي لا تستيقظ فلابد انها متعبة من بقائها بجانبه،حاول النهوض ولكن اوقفه الم جسده ليعود للوراء مجددا بأنزعاج

حاول عده مرات النهوض لينجح اخيرا بعد محاولات فاشلة ليذهب الي حبيبته النائمة ويحملها برفق ويضعها علي سريره،حتي يتجه بعدها الي الحمام

وما ان دخل حتي اوقفته المرأة بأنعكاس شكله،فقد وقف امامها قليلا معجبة بنفسه ويمدح نفسه،صمت قليلا بعد ان أدرك شيئا وما أكد شكه انه قرص نفسه عده مرات ولكنه لم يستيقظ

"لحظه هل هذا هو الواقع؟انا لم امت!!" نبس بصدمه بينما بلع ريقه فقد كان يعتقد أن ذلك حلم او ان تلك هي الحياة الاخري

نظر حوله مرة اخري وخرج الي الغرفة يتصفح وجه زوجته النائمة بسلام ليعود مجددا الي المرحاض،يقف امام المرأة ينظر الي وجهه بعمق ليتحسس ذقنه بأنزعاج:

رائع والأن سأضطر لحلق لحيتي،اذا انا مازلت حيا فما فائدة كل تلك الدراما التي تسببت بها؟ آه انا محرج للغاية ولكن إذا كان العالم قد منحني فرصة اخري فسأتسغلها بالتأكيد

وقف امام الباب تفرك عينيها بنعاس تقدمت بتروح نحو الحوض بينما كان باران يحاول كتم ضحكاته فقد كان شكلها مُزريا حقا،بعد ان غسلت وجهها وقفت امام المرأة تنظر لها قليلا لتري انعكاسها وخلفها انعكاس باران والذي كان لايزال بملابس المشفي

رمشت عينيها عدة مرات بصدمة وماكاد باران ان يتحدث ليقاطعه صراخ زوجته المسكينه والتي كانت تظن انه شبح سيلازمها بقيه حياتها

امسكها باران بينما وضع يده الاخري علي فمها حتي يقلل من حدة الصراخ،صمتت فجأة بينما هو استغرب هدوئها المفاجئ لتمد اصابعها نحو خده متحسسه إياه بلطف لتشد خده فجأة بقوة

صرخ باران من الألم بينما هي افلتت من يديه وقد استوعبت اخيرا انه بشري وليس شبحه وان زوجها قد استيقظ اخيرا،تقدمت نحوه بغضب لتضربه علي كتفه بخفه:لماذا لم تقل من البداية انك استيقظت ظننتك شبحا يا رجل

باران:وهل هذه هي الطريقة المناسبة التي تستقبليني بها**يعبس**

روميشيا:لا تكن هكذا انت من اخفتني بالبداية ثم كان من المفترض أن استيقظ قبلك فكيف لك ان تستيقظ قبلي؟!