الفصل الثاني و الاربعين

56 6 72
                                    

التصقت الغيوم ببعضها لتضيف طبقة امام السماء حاجبة نور الشمس لتضغي جو كئيب علي سكان تلك المدينة...

وكأن السماء دائما ماكنت تعلم ما يدور بداخلنا فكلما كان يومنا كئيبا كانت السماء كئيبة معنا وكلما ازددنا اشراقا زاد نقاء السماء وصفائها

رقص المنبه علي ألحان تلك النغمة الصاخبة قليلا،ليمد يده و يطفئة بسرعة علي غير العادة فصداع الذي داهم رأسه جعله غير قادر علي تحمل الأصوات العادية حتي

ينظر نحو السقف دون ابداء اي تعابير،لا يفكر بشئ فقط ينظر الي السقف بصمت وكأن كل الكلمات قد مُسحت من عقله ليس
لديه شئ يقوله او يجد التعبير المناسب الذي يعبر عنه وكأنه عالق بداخل نفسه....

نهض من سريره اخيرا نحو النافذة ليند يده وفتح قفل النافذه حتي يدخل ذلك الهواء العليل الذي ضرب وجنتيه ببرودته ما جعل جسمه يقشعر اثر البرد

نظر بعشوائية علي تلك الاطفال و والأشخاص الذين يمشون بسلام في الشارع منهم من يحمل هما يثقل كاهله ومنهم من تلقي خبرا سعيدا غير مجري حياته

ولكن ما لفت نظره كان طيران الطيور في سرب مع بعضهم متناسق يحلقون في السماء وسط الهواء العليل وكأنهم يلعبون

وكأن الطيور وجُدت لتصف لنا معنا الحرية فهي الوحيدة من تستطيع التخلص من كل اعبائها عن طريق الطيران الي مكان يناسبها

يجلقون يمينا وشمالا في أي مكان بالسماء يستطيعون التحليق به فتلك هي مملكتهم الخاصة فلا يوجد اي شئ قد يعكر صفوهم

ابتسم وهو ينظر لهم وكأنهم قد أتو ليأخذوا طاقته السلبيه منه ويرحلوا حقا انه محظوظ فليس كل الأشخاص من يلاحظون حمال السماء خصوصا اذا كان بها سرب من الطيور يحلق وكأنه يمر بداخل السماء ويخرج منها

امال بجسده علي النافذة بينما أخرج يد الي الخارج ويده الاخري قد أسند رأسه عليها وامسك هاتفه ليشغل بعض الموسيقي
الهادئة

ليغمض عيناه تاركا نفسه غارقا في بحر من الاسترخاء وعلي وجهه ابتسامة صغيرة تبعث الدفئ

فما أجمل الانعزال عن العالم الخارجي عن طريق الاستماع الي موسيقاك الهادئة آخذه إياك الي عالم خالي من قبح البشر

....................

نهض واقفل النافذة فقد تجمد وجهه ليغلق موسيقاه ويخرج من الغرفة بهدوء دون إقفال الباب حتي لا يزعج اؤلئك النائمين بسلام

تمشي الي غرفة كل واحد منهم لجيد اخويه ينامان علي سرير واحد بطريقة عشوائية و الغطاء بالارض بينما علي السرير الاخر كانت تنام تلك الفتاة بهدوء

تنهد بملل ليأخذ الغطاء من الأرض ويغطيهم به ليتسحب من الغرفة بهدوء حتي لا يوقظهم

ماكاد ان يغلق الباب عليهم ليسمع صوتا عالي نسبيا:لماذا تمشي بحذر هكذا مثل اللصوص؟

القدرWhere stories live. Discover now