21-~مهووس~

19K 1.4K 204
                                    

بسم الله 💜✨

فصل جدييد 🔥
استمتعوا و لا تنسوا مشاركتي آراءكم 💜🌟

_________⁦(◍•ᴗ•◍)❤⁩________

اكتست السماء عباءة من الغيوم الرمادية التي تنذر عن نحيبها القريب بالثلوج و عصفت رياح زمهرير هزت جذوع الأشجار التي كادت تستأصل من الأرض رغم جذورها المتشبثة بعناد بأعماق التربة.

استمرت تجر قدماها بوهن وقد أعاقهما الثلج الكثيف كما لو أن كتلا من الحديد تعرقلها،رأتاها على وشك الصراخ للمطالبة بالرحمة و أخذ نفس يروي ظمأها.
غشاء من الدمع الخالص أحاط مقلتيها جعل الرؤية أمامها ضبابية، فكرت لوهلة في التحول،لكنها تراجعت عن ذلك، ربما لو فعلت لاستطاع ذاك الغريب المهووس هزيمتها لخبرتها التي تؤول إلى الصفر و سيقوم بقتلها أو تسليمها لآرثر أو أي سيناريو مرعب آخر قد تفكر به...

"أين أنت إيڤان؟"

تمتمت بين شفتيها و استمرت تركض و تلتفت خلفها كل ثانية و قلبها قد حطم قفصها الصدري بنبضه العنيف لخوفها الذي بلغ ذروته.

و هذه المرة حينما استدارت التقطت بعيناها طيفا شديد السواد يلحق بها بسرعة خارقة تمنت بحسرة لو أن عينها أخطأت ما رأته أو أصابها الحول. كان المستذئب يقترب في كل لحظة، صرخت بهلع و ضاعفت سرعتها و هي ما تزال تحمل الكتب بين يديها، حتى في آخر لحظاتها لم تفكر في التخلص منها لتصبح أخف و تهرب لإدراكها أهميتها، كانت تركض نحو الفراغ في غابة لا تعلم حتى إن كان لها إسقاط على خريطة الواقع...

توقفت عن الركض في أحسم لحظة أوشكت فيها أن تسقط عن ارتفاع شاهق أسفله تقبع الهاوية، استدارت لتجد الذئب الأسود أمامها مباشرة و قد كان هائجا لدرجة لا توصف، أنيابه بارزة تجعل اللعاب يتقاطر منها بقرف كوحش جائع مستعد لتمزيقها ثم فتح فمه الذي يسع لقطيع كامل و زمجر بصوت عال و مخيف جعل جسدها الضئيل يرتجف، كانت الهاوية تماما خلفها تستعد لتلقفها و العدو يقف أمامها مترصدا لها.

و أثناء ذلك وقفت تحدق به بعينين متسعتين تنتظر لحظة انقضاضه عليها لم تفكر في الهرب مجددا بل و جفلت كأن مسامير تشبثها بالأرض و تمنع حراكها...فكرت بأن الموت قد أتاها في عدة أشكال، لكن هذه المرة يبدو جديا و سيقتطف روحها إلى الأبد، أسقطت الكتب من بين يديها و قبضتهما ثم أغمضت عيناها باستسلام،لم تجرأ حتى على الصراخ، و كان آخر ما رأته ذلك الوحش الثائر يركض نحوها.

هي دائما تفعل ذلك، حينما يزورها الموت، تغمض عينيها استسلاما له، يقينا بأنها قاومت لتعيش، هربت و صبرت و بكت، لكن لو كانت تلك هي النهاية حقا ستستقبلها بصدر رحب.

•|أورديليا-مملكة اللايكن|• •|Aurdilia:lycan's kingdom|•Where stories live. Discover now