الشعور المتبادل

503 32 105
                                    

" استيقظي چيلين لنتناول الطعام ، إن الساعة الرابعة عصراً و مازلتِ نائمه "
سمعت صوت جدتي لأفيق

" حسنا جدتي أذهبِ و سأتي خلفكِ "
قلت ذلك بعدها استيقظت ، سيبدأ يوم سئ أخر ، بعدما أخذت حمامي و أرتدت ملابسي ، ذهبت لأجلس و اتناول الطعام

" چيلين ، ماذا تفعلين في يومك ، و ماذا تحبين ، اقصد ما هي هوايتكِ  ؟ "
سألت صديقة جدتي ذلك ، فأنا اكره من يتحدث وهو يتناول الطعام

" انها تحب القراءة و الكتابة كثيراً "
جاوبتها جدتي بدلا عني

" مملة "
سمعنا احد يقول ذلك ، انه حفيدها الذي يدعي كيم تايهيونغ ، ولكن ما به هذا ؟

" عذراً ؟ "

" عزيزتي انتِ تحبين الكيمتشي "
قالت جدتي ذلك لأنظر لها وهي تمسك الكيمتشي لأاخذه منها ، بعد مدة انتهينا

" چيلين ايمكنكِ مساعدتي و أخذ هذه الاطباف الى المطبخ "
قالت الجدة ميرا ذلك لأمسك الأطباق و أذهب الى المطبخ

" انتبهي "
انفزعت عندما صدم بي أحد و سقط مني ما كنت امسكه بيدي لينكسر

" چيلين هل انتِ بخير ؟ "

" تاي هل انت بخير ؟ "
سمعت ذلك عندما اتت جدتي و صديقتها ليتحدثوا بنفس الوقت

" اعتذر سأنظفه "
قلت ذلك ولكنني عندما رأيت جدتي و صديقتها ينظرون لمن يقف بجانبي ، نظرت له لأراه يشير نحوي بأصبعه

" انها السبب ، هي من اصتدمت بي و كسرتهم ، رغم انني حذرتها كثيراً ولكنني اعتقد انها تعمدت ذلك "
قال ذلك وهو ما زال يشير نحوي

" ليست مشكلة ، الاهم انكم بخير "
قالت الجدة ميرا ذلك ، لأنظر له بإستحقار ، ‏لا أتقبل شخصًا لا يتقبل أخطاءه ، من يختلق المبررات ، و يلقي اللوم على غيره ، محال ان يكون انسان ناضج انه طفولي للغاية

" هل تعلم ؟ رغم انني لا اعرفك إلا من يومين ولكنني أكرهك كثيراً الأن "
قلت ذلك بعدها لأذهب

" الشعور المتبادل مريح للغاية "
سمعته يقول ذلك ويضحك بسخرية ولكنني تجاهلته ، انه احمق كثيراً

____

مساءاً

" عزيزتي ماذا تفعلي ؟ "
سألتني جدتي بعدما دخلت غرفتي

"كنت أعمل على المشروع جدتي ، فأنا عندما أنتقلت من المدينة إلى هنا ، لم أعد أعمل إلا على الحاسوب"
قلت لها لتجلس أمامي

" چيلين انتِ تعلمي انني احبك كثيراً ، اريدك ان تكوني بخير دائما ، لا احب ان اراكِ هكذا "
قالت وهي تمسك يدي

" انا بخير "
جاوبتها لأفكر لماذا انا دائما هكذا ، يُرهقني كوني حزينه دائمًا ، سأصمت من فرط ما اشعر ، انا فقط اريد من يومي ان ينتهي ، أنا لا أعيش يومي ، أنا أنجو منه فقط

" حسنا سأذهب عزيزتي ، ولكن تذكري إنني دائما هنا معك "
قالت ثم وقفت لتذهب ، لأشعر انني اريد ان اتحدث معها بشئ

" ألستُ جميلة بشكل كافي حتي يحبني أحدهم و يقع بي يا جدتي ؟ "
نطقت بخيبة أمل ، لأراها تجلس مره اخرى وتبسمت قائلة

" ربما جيل هذه الأيام مختلف تماما عن جيلنا السابق ، لكن ثمة أساسيات لا تخلو منها القلوب قبل الأجيال يا عزيزتي "

" ما هي ؟ "

" من أحبك لأجل جمالك حتماً سيمل منك حينما يرى الأجمل ، ومن أحبك لأجل ثقافتك وتعلمك ففي أقرب فرصة سيتخلى عنك عندما تصادفه الأعلى منك شهادة وثقافة ، لكن من أحبك لأجل تلك المضغة الكامنة يسار صدرك لو عرضت عليه نساء العالمين أجمع فلن يحركن مثقال ذرة به ، من عشق تفاصيلك ، من أحب كونك أنتِ بدون تجميل أو إصطناع ، وحده من يستحق أن تسكنيه ديار قلبك ، فلا تتجملي بمساحيق أو غيرها ، فمن لا تجذبه تفاصيلك الصغيرة وتبهره شخصيتك ، لا يستحقك ، غير ذلك انتِ تستحقِ أن يُحبُك أحدهُم من كُل قلبِه ، يرى فيكِ حاضره ومُستقبله ، يتقبل ما أنتِ عليه من حُزن وإنعزال ، يتقبلُ أسوء ما فِيك ، يُحبُك بالوقت الذى تكرهين فيه نفسِكِ ، يرضى بِك بأى حالةٍ كُنت بِها بِلا إعتراض ، فقط يُحبُك أنت "
قالت ذلك لأبتسم لها

" أجل انتِ محقه جدتي "
لن اجد قلباً يستقبلني في كل أوقاتي كقلب جدتي ، بعدها ذهبت و انا جلست افكر قليلاً اقصد كثيراً ، هذا ما افعله دائماً على اي حال ولكن لماذا افكر في نفس الاشياء دائماً ، لو كان بوسع المرء أن يغرس الخنجر في مخه ليقتطع الجزء الذي يحمل ذكريات معينة ، لغدت الحياة جنة

" الساعة الثانيه فجراً وما زلت مستيقظه "
حدثت نفسي بعدما مر الوقت كثيراً ، ذهبت لأجلس على الكرسي و أكتب مثلما افعل دائماً ، توقفت لبضعه دقائق لا أدري هل عجزت اناملي على حمل القلم ام اني اعلم بداخلي يقيناً إنني لن املك القدره الكافيه لوصف ما جعلني مستيقظه الى الان ، ربما خيبات أملي التي تتسلق لذهني ما أن وضعت رأسي على الوساده ، ربما ألم قلبي الذي أكاد اكون اعتدت عليه ، ربما تغافلي عن ما مررت به ، وهنالك الف ربما لا يمكنني حصرهم ولكن المؤكد بأن تلك التساؤلات كادت تنال مني او ربما تكون نالت بالفعل




Remember MeWhere stories live. Discover now