يهاب الموت

436 30 114
                                    

" هل هذا تفاح "
اقتربت من الطاولة لأخذ تفاحة

" چيلين من اين هذا التفاح ؟ "
سألتني جدتي

" ألم تبتعيه انتِ "
جاوبتها و انا اتسائل ، ولكنني لم اهتم و عدت لقضم التفاحة

" تاي من ابتاعه "
قالت الجدة ميرا ذلك

" هل فعل ؟ "
سألت لأعقد حاجبي و انظر امامي لأراه ينظر لي و يبتسم بشكل هادئ

" هل هذا أفضل أم هذا ؟ "
أقترب مني وهو يمسك قميصين بأيديه و يسألني

" هل الأسود أم الأزرق ؟ "
سألنى وهو يقف أمامي

" الأسود "

" حسنا سأرتدي الأزرق ، شكراً لكِ "

" لماذا سألتني إن كنت لن تأخذ بنصيحتي "
صرخت بذلك

" سأذهب جدتي ، لدي عمل "
قلت ذلك ثم ذهبت الى غرفتي مسرعه

____

جميعاً جالسين نتناول الطعام

" چيلين "

" أجل جدتي "

" لقد توفى خال والدتك اليوم "
قالت ذلك لأهمهم لها فقط ، فأنا لست مقربة من عائلة أمي

" ان حالات الوفاة كثيرة هذه الايام "
قالت جدتى ذلك بعدها لننظر إلى تايهيونغ الذي وقف ليذهب

" ما به ، لم يأكل شئ "
سألت جدتي لتجيب الجدة ميرا عليها

" انه يهاب الموت ، لا يحب ان يتحدث احد عنه امامه "

" لماذا يهابه ؟ جميعاً سنموت عاجلاً ام اجلاً ، ان الموت راحة ، هل هو طفل ام ماذا ؟ "
قلت ذلك ، لاحظته يقف بعيداّ قليلاً عنا لكنه يستمع لما نقوله ، انتهينا ثم ذهبت لأساعدها في غسل الاطباق ، فأنا احب ان اغسل الاطباق كثيراً

  " انتِ "
فزعت لمن تحدث وهو يقف خلفي تماماً

" يا الاهي ، لقد فاجأتني ، ماذا تفعل ؟ "
أبتلعت ريقي بخوف نابسة بذلك

" انتِ لا تعلمي شئ ، لذا لا تتحدثي كثيراً و كأنك تعلمي ما يدور في ذهون الجميع "
قال ذلك وهو عاقد حاجبيه ، انه قريب مني لدرجة انني لا اعرف التحرك حتى

" ماذا فعلت انا ؟ فلتبتعد عني ، ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟ "
نبست بذلك و انا خائفه عندما أدركت ان الوضع جاد

" و ما الذي تعرفينه انتِ ؟ "
سألني ذلك

" لا اعرف شئ "
نبست و انا انفي برأسي

" جيد ، لا تتدخلي في ما لا يعنيكِ ، دعيني وشأني "
قال ذلك ثم ذهب ، لأتنفس

" هل هو مجنون ؟ "
قلت ذلك و انا جالسه على الارض لا اصدق ما حدث ، انا لم اقصد شئ فيما قلته ، أنا أكره الذين يتصيّدون الألفاظ من فَمي ، ثُمَّ يلبسونها معَاني من عندهم

____

مساءاً

أجلس أقرأ كتاب و مندمجه فيه

" حتى الكتاب بأكمله حزين "
ماذا يفعل الإنسان فى أحزانه ، و مزاجه السئ ، ووحدته ، و رغبته فى البكاء ، و شعوره بالاستياء ، و خوفه ، و قلقه ، و شكوكه ، و رغبته فى أن يربت على كتفه أحد ، و رغبته فى الاختفاء ، و صمته ، و كلامه ، و فوضاه ، و قلبه

" متي سأعيش شبابي و سأنتهي من هذا الحزن ! ، أليس من المفترض أن أستمتع بشبابي ؟ لماذا الحياة بائسة هكذا ؟ "
نبست بقهر و انا وحيدٌة في غرفتي يَهزمنى الأرق وعقلى ، أدركتُ مع الوقت أنني مملة ، لا أحظى بصداقات طويلة الأمد وحتّى تلك الصداقات المستمرة إلى اليوم ، أظنهم يريدون شخصًا بحياة طبيعية يتحدثون معه عن تلك الأمور العاديّة أنا لستُ كذلك ، هناك دائمًا غُبار حول حكاياتي ، مرارة في كلامي ، وحُزن عميق في عيوني توقفت عن رؤية أصدقائي منذ أكثر من ستة أشهر وحظيت بعامين من الحظ السيء في كل شيء على الرغم  انني كنت ارغب أن أكون فتاة عاديّة وحسب لربما حينها سأكون صديقة جيدة ، لقد تعبت مِن الحُروب الَّتي خُضتها ، مُحاولاتي التي تَبوء بالإحباط المُتكرر ، أشعُر أني سَقطت في حُفرة لا مَخرج مِنها ، الأيادي الَّتي تَمتد لتنتشِلني لا تصِل إليَّوالخَيط الذي كان يربطني بالعالم قُطِع ، ‏ولكن أكثر ما يستهلكني هو التظاهر بأن كل شيء على ما يرام ، ذهبت لأجلس و امسك بالقلم لأكتب

"لقد خذلني الرفاقُ ، والعائلةُ ، حتى الأيامَ لم أسلمْ من خذلِانها ، أنا لستُ أكتُب ، إنّما يسيلُ قلبي علىٰ الورق "







Remember MeNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ